الرئيسية / القرآن الكريم / البسملـة – روح الله الموسوي الخميني قدس سره

البسملـة – روح الله الموسوي الخميني قدس سره

24 حقيقة القرآن

القرآن ليس ألفاظاً، ليس من مقولة السمع والبصر ولا من مقولة الألفاظ ولا الأعراض، ولكن أنزل إلى الدرجة التي نستطيع نحن الصم العمي أن ننتفع به أيضا، أما حال أولئك الذين ينتفعون منه بتلك الصور العليا فهو حال آخر ووضعهم التربوي وضع آخر، وكيفية تلقيهم من القرآن هي على نحو آخر غير الموجود هنا فالفرق ما بينهما كالفرق بين عالم الطبيعة وعالم الجسم وعالم الظاهر مقارنة بمراتب الغيب إلى ماشاء الله حتى يصل إلى مرتبة التجلي الأول، فتجلي الحق تعالى هو الذي يظهر من عالم الغيب ويتنزل حتى يصل إلى عالم الطبيعة، وهو نفس الفرق بين إدراكاتنا وبين ما فوقنا وما فوق هؤلاء وما فوق حتى يصل إلى مرتبة خاصة أولياء الله والأنبياء الذين هم في مرتبة ذلك التجلي الذي حصل لموسى (عليه السلام): “بنور وجهك الذي تجليت للجبل” وهناك حيث يقول: “فلما تجلى ربه للجبل” وحيث ورد في دعاء السمات:-“بنور وجهك الذي تجليت للجبل” وهناك أيضا يقول:”يا موسى إني أنا الله” هنا تجلى للشجرة فكان ” أني أنا الله ” وهناك تجلى للجبل فكان:”بنور وجهك الذي تجليت للجبل” جميع تلك صحيحة وكل منها تامة في مقامها.

معرفة القرآن

إذا أردنا أن نتعلم القرآن فماذا نفعل؟! هذه القضايا ليست للمتعلمين بذاك المعنى من التعليم والتعلم، عندما ننظر إلى القرآن وإلى تفاسيره نجد أنها نفس هذه التفاسير المتعارفة، ونجد في بعضها إشارات إلى هذه المعاني لكن على نفس هذا النحو من التعليم والتعلم للصم والعمي.

القرآن فيه تبيان كل شيء ولن الذي يدركه هو:”إنما يعرف القرآن من خوطب به” ما هو القرآن الذي لا يعرفه سوى من خوطب به؟ معلوم أنها مرتبة القرآن الذي:”نزل به الروح الأمين” {{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} و”نزل على قلبه” فقضية هذه المرتبة لا يمكن لأحد غيره (صلى الله عليه وآله) إدراكها ومشاهدتها، فالقضية هنا ليست قضية إدراك عقلي ولا قضية برهانية، بل هي قضية مشاهدة ومشاهدة غيبية مشاهدة ليست بالعين ولا بالنفس ولا العقل ولا القلب، المشاهدة كانت لذلك القلب الذي هو قلب العالم، قلب نبي، هو وصل وأدراك “إنما يعرف القرآن من خوطب به” هو أدراك وشاهد ولكنه لا يستطيع أن يوضح ذلك إلاّ في شكل الأمثلة والألفاظ، فكيف تستطيعون أن تفهموا الأعمى ما هي الشمس وما هو النور؟! بأي لسان وبأي قول، غير أن النور هو الشيء الذي يضيء ولكن الذي لم ير النور كيف يمكن تفهيمه معناه؟! هذه العقدة هي التي في اللسان وطرفها في الأذن وهذه هي العقدة التي كانت في ألسنة الأنبياء

محنة الرسول الأكرم (ص)

عقدة النبي الأكرم أشدّ من الجميع، فإلى من يتحدث عن الذي شاهده وما نزل عليه من القرآن، سوى لمن وصل إلى مقام الولاية التامة؟! ولعل أحد معاني حديث:”ما أوذي نبي مثل ما أوذيت” – لو صحت نسبته إلى رسول الله – هو في الأذى الناتج عن عدم قدرة الإنسان على إيصال ما يجب إيصاله، أذى ذلك الذي لا ينبغي له أن يخبر عزيزه بالذي شاهده وهو أسمى من كل ما شاهده الجميع وأدركوه، ما أشد أذى ذلك الوالد الذي يريد أن يشاهد ولده الشمس ولكنّ ولده ضرير، يريد أن يوضح له هذا النور ولكن كيف؟! هل يتحقق ما يريد من خلال عناوين جميعها مجهولة لا غير؟! “العلم هو الحجاب الأكبر” حجاب كبير هو هذا العلم الذي يشغل الإنسان بهذه المفاهيم العامة والعقلية ويصدره عن السبيل حجاب للأولياء وكلما زاد أزداد الحجاب غلظة: الإنسان وبهذا العلم الذي لديه يتوهم أن العالم أجمع هو هذا لا غير فالإنسان أناني معجب بنفسه ما لم يخرج من هذا الغطاء.

“الاحتكار” العلمي

جميع الكمالات يحصرها الإنسان بالعلم الذي توصل إليه وأدركه، فالفقيه يتصور أن لا شيء غير الفقه في العالم، والعارف يتصور أن لا شيء غير العرفان والفيلسوف يتصور أن لا شيء غير الفلسفة، والمهندس يتصور أن لا شيء سوى الهندسة، فلعلهم يعتبرون العلم عبارة عما عرفوه بالمشاهدة والتجربة وأمثال ذلك لذا يرون أن هذا هو العلم وغيره ليس بعلم وهذا حجاب كبير، هناك حجب كثيرة تلفنا جميعا ولكن أكبرها


شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...