الرئيسية / الاسلام والحياة / رؤية الإمام الخامنئي في مواجهة الحرب الناعمة

رؤية الإمام الخامنئي في مواجهة الحرب الناعمة

ثالث عشر: استراتيجيات وتكتيكات الحرب الناعمة1

كما عرضنا سابقا فإن الحرب الناعمة كأي حرب لها إستراتيجياتها وتكتيكاتها وأسلحتها، بمعنى أنها ليست فكرة أو مذهبا أو مخططا تجريديا، وقد حاولنا جمعها وتلخيصها من مصادرها الرسمية وهي منقولة بصورة حرفية وشبه حرفية عن وثائق ومستندات أمريكية2:

أ ـ نماذج عن استراتيجيات الحرب الناعمة3:

1ـ الإستنزاف المتواصل لطاقات الخصم وسلب حيويته واشعاعه وبالعموم ضرب وإضعاف موارده الناعمة.

2ـ الضغط والتشهير المتواصل على مرتكزات ورموز وملامح وصورة ونفسية وعقل الخصم بدون أي توقف بهدف تحقيق الإرهاق والإرباك وخلخلة الأركان.

3ـ الدعم العلني لتيار على حساب تيار آخر والتقييم الفئوي لساحة
________________________________________
1- اعتمدنا على دراستين لمعهد راند للابحاث الدفاعية واحدة بعنوان “الاسلام المدني” صدرت العام 2004 والثانية بعنوان “بناء شبكات اسلامية معتدلة” صدرت عام 2007 منشورة على موقع راند على
الانترنت وقد ترجمتها مواقع اسلامية عدديدة منها اسلام اون لا ين www.islamonline.net وغيرها.
2- مثل كتاب القوة الناعمة / مقالة “القوة الناعمة ضد ايران” لغلاسماتن ودوران / دراسة ماياكل آيزنشتات / كتاب ارث من الرماد الذي أرخ لتاريخ CIA / وغيرها من المصادر والوثائق.
3- الإستراتيجية تعني إصطلاحا البند الأساسي في الخطة او الحملة وهو بند مؤثر على المدى الطويل والبعيد في مجمل الخطة.

الخصم بهدف خلق بيئة من الإتهامات المتبادلة وايجاد فرز واستقطاب يسمح بالدخول على الخط والتلاعب.

4ـ استغلال نقاط الضعف في بعض الشخصيات القيادية في جبهة الخصم لخلق توترات وحساسيات وعداوات مع الشخصيات المنافسة وتسعير حمى الصراع على المواقع عبر تسريب الإشاعات والأخبار وتضخيم صورة بعض الشخصيات وخاصة المعارضة وصناعة نجوميتها الإعلامية والجماهيرية.

5ـ خلق بيئة سياسية وشعبية واعلامية متوترة من خلال الجدل والمناقشة في قضايا وموضوعات فكرية وسياسية حساسة تؤدي الى إحداث تناقضات وحساسيات بين الفصائل المختلفة (في إيران مثلا يتم التركيز على موضوع ولاية الفقيه ومواصفات وصلاحيات الولي ومصدر شرعيته، ومدى أهلية الولي الحالي الإمام الخامنئي للقيادة).

6ـ استدراج التيارات الاسلامية الى الملفات السياسة العامة بما يؤدي الى توريطها بأزمات سياسية مع غيرها من التيارات وإبعادها عن هدفها المركزي في مواجهة الغرب ولإثبات فشل وقصور نظم الحكم والإدارة الإسلامية عن تلبية الإحتياجات والمتطلبات الدولية والسياسية المعاصرة.

7ـ ضرب وتشويه صورة علماء الدين والمؤسسات الدينية بهدف تقليص دورهم ولأجل العمل على ادخال تعديلات على المناهج الدينية وإضعاف الفكر الديني .

8ـ تعديل وظيفة المساجد وتحويلها من قواعد دعم للتشدد الى قواعد لبث التسامح والإعتدال من وجهة نظر أميركا والغرب.

9ـ إبراز مخالفة النظم والحركات الاسلامية لمواثيق ومقررات الإمم المتحدة ومنظومات الأمن والسلام الدوليين ومقتضيات حقوق الانسان وقيم التسامح الديني وتبنيها للعنف والإرهاب كمنهج وإستراتيجية.

10ـ دعم تيار ما يسمى بالإسلام المدني المعتدل وإيجاد شبكة إسلامية دولية مرتبطة بالغرب تعمل وفق الضوابط الأمريكية والغربية وترويج إسلام أميركي وغربي وعرفان وتصوّف مزيف أسماه الإمام الخامنئي بالعرفانيات الكاذبة البديلة للعرفان الحقيقي4.

11ـ تقليص الوجود العسكري وزيادة الوجود المدني والإعلامي والإستخباراتي في العالم الاسلامي.

ب ـ نماذج عن تكتيكات الحرب الناعمة5:

1ـ تنويع مصادر البث الإعلامي وخلق ونشر قنوات ومؤسسات اعلامية شعبية وخاصة على شبكة الإنترنت حيث تقل إمكانيات الرقابة الحكومية، ويسهل إستدراج جيل الشباب، وهذا ما اسماه جارد كوهين رئيس قسم
________________________________________
4- يُراجَع للتوسّع بحث تحت عنوان “هل يكون التصوّف هو القوّة الناعمة لاختراق الاسلام” لسماحة الشيخ علي خازم. منشور على مدوّنته الخاصة.
5- نعني بكلمة تكتيكي طريقة تنظيم الجهود او تقنيات تنفيذ استراتيجيات الخطط والحملات وهي ذات أثار جزئية ومرحلية.

التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الاميركية بسياسة “الديمقراطية الرقمية حيث أن الشباب والنساء في الشرق الأوسط قد أصبحوا ناضجين لتقبل تأثيرات السياسات والأفكار الامريكية من خلال بوابات ومنافذ تكنولوجيا الإتصال والإعلام”6.

2ـ زيادة مصداقية الحملات الإعلامية من خلال البحث عن شخصيات لها نوع من التغطية والمصداقية الجماهيرية (خاصة مـن المعارضين والمنشقين عن النظم والحركات الإسلامية).

3ـ إنشاء ودعم جمعيات ومؤسسات مدنية وشبابية ونسائية وثقافية تحت شعار قوى المجتمع المدني لإضعاف القوة المعادية وإيجاد بدائل لها على المدى البعيد، وذلك بموجب قانون أميركي يدعم ” المنظمات الديمقراطية والشبابية “.

4ـ فتح قنوات الإتصال السياسي والدبلوماسي مع الحركات الإسلامية المركزية بهدف إستدراجها وبالحد الأدنى توريطها وتلطيخ سمعتها ونزع مصداقيتها في الشارع العربي والإسلامي عبر زيادة ورسم الشكوك حولها وتسعير الحساسيات مع نظرائها (تماما كما يدور الحديث الآن عن لقاءات بين الإخوان المسلمين وأميركا لعقد صفقة شاملة لتسليمها الحكم في العالم العربي ).
________________________________________
6- مقالة تحت عنوان الانتخابات الايرانية وأمن الطاقة، لسكوت ريتر منشورة في موقع شام برس www.champress.net

5ـ تركيز الضوء الإعلامي على الشخصيات ذات الأفكار المتطرفة بهدف بث التفرقة وإشغال المذاهب والفرق الإسلامية ببعضها.

6ـ استقطاب الشخصيات الإسلامية الليبرالية – ذات الأفكار الإلتقاطية – ودعمها بهدف إضعاف تأثير الحركات الاسلامية المناهضة للقيم والسياسات الغربية.

7ـ تدريب أفراد وشبكات ومؤسسات للتحرك على شبكة الإنترنت بهدف رفد القنوات الإعلامية العالمية بالمادة المطلوبة – للتشهير والتشويه – وقد صدر قانون لكونغرس الأميركي لتقديم الدعم “لضحايا الرقابة على شبكات الإنترنت”.

8ـ توسيع الفرص الإقتصادية وإستقطاب المهاجرين وتقديم المنح الدراسية لإجتذاب الشباب المسلم نحو المال والأعمال والتخصصات العلمية وصرفه عن الإلتحاق بالشبكات والمجموعات الجهادية.

9ـ زيادة برامج تدريب الضباط المسلمين وتفعيل العلاقات مع قادة الجيوش الإسلامية.

10ـ تفعيل شبكة العلاقات مع أبناء الجاليات المسلمة والمغتربين المسلمين المقيميين في الغرب بهدف إشراكهم في برامج لزيادة التأثير في شعوبهم ودولهم .

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...