الشهيد محمود خيري علي البغۣدادي أبصرت عيناه النور في بغداد عام1963م — مدينة الثورة والثوار، هذه المدينة التي قدمت آلاف الشهداء والقرابين على طريق ذات الشوكة من شبابها المؤمن الرسالي الرافض لحكم البعثيين وحزبهم الكافر.
تربى في أسرة مؤمنة مستضعفة محبة لأهل البيتعليهمالسلام فنشأ متدينا ملتزما منذ نعومة أظفاره، حيث كان مواظبا على الصلاة في المسجد القريب من منزله رغم كل الضغوط التي مارستها السلطة الجائرة.
أڪمل دراسته الابتدائية والمتوسطة وحتى الصف الرابع العام، ولم يستطع إكمال دراسته الإعدادية بسبب قرار التهجير الظالم الذي شمل أسرته وآلاف الأسر المظلومة من أبناء شعبنا، خصوصا من أتباع أهل البيتعليهمالسلام. وألقي بهم على الحدود الإيرانية يوم17/5/1980م بعد أن جُرّدوا من كل شيء.
وفور وصوله إيران التحق بجبهة الحق ضد الباطل، ونذر نفسه للدفاع عن حياض الإسلام، فكان له الحضور الفعال في سوح الجهاد وفي عدة مواقع جهادية منها مشاركته في قاطع العمليات الجنوبية لقوات بدر. كان مسؤوله يقول عنه (كان مثلا للإنسان المضحي ومن أبرز ما تميز به هو الاعتناء الفائق بسلاحه…).
التحق بركب المجاهدين ضمن أفراد الدورة الأولى لقوات بدر بتاريخ20/2/1983م، التي كلفت بواجب جهادي على مشارف مدينة البصرة.
عُرف الخالصي بأخلاقه العالية وإيمانه العميق وتفانيه وإخلاصه في كل عمل يقوم به وإطاعته للأوامر وتعاونه الكثير مع إخوانه المجاهدين في الواجبات وغيرها من الأمور.
في يوم9 ربيع الثاني/1404ه.ق المصادف21/1/1984م، تقلَّد وسام الشهادة الرفيع على أثر رصاصة قناص مجرم فسقط وهو يؤدي واجبه المقدس، ليلتحق بركب النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
كان يستشرف المستقبل وكان يتوقع ما يحل بالشعب بعد سقوط الطاغية صدام، ففي جوابه عن سؤال في استمارة التطوع، كتب رحمهالله:
(عند سقوط يزيد العصر صدام سوف لن يرتاح للاستكبار بال وسوف يعمل كل ما بوسعه لاسترداد هيمنته على الشعب العراقي وسوف يعمل كل ما بوسعه لتحريك الأنظمة المجاورة للضغط على العراق وخلق المشاڪل من أجل إسقاط النظام الجديد).
ومن وصيته لأبيه رحمهاللهتعالى:
أبي العزيز: لقد وضعت قدمي في ميدان أعرف من قبل نتيجته، وأنا أنطلق في جهادي من إيمان كامل، إذ لو قتلت في هذا الميدان فسأنال مكانا ساميا وسألتحق بركب الحسينعليهالسلام ولو بقيت حيا سأشهد الانتصار الكبير المتمثل في انتصار الإسلام على الكفر والحق على الباطل…
سلام عليك أبا عمار وعلى إخوتك الذين مضوا على طريق الجهاد والشهادة