العراق ليس وحده في حربه ضد القاعدة وأخواتها. ومقارنة سريعة لموقف المجتمع الدولي من سوريا، مثلا، مع موقفه من العراق يتضح الفارق الكبير في الموقفين لصالح العراق، فمنذ أن أعلن العراق حربه الدفاعية والوطنية على الجماعات الإرهابية المسلحة، حتى أخذت تتوالى ردود الفعل والمواقف والأعمال المؤيدة له. الولايات المتحدة أعلنت وعلى أعلى المستويات موقفها الداعم، مقرنة الأقوال بالأفعال عبر الإسراع بتزويد العراق بما يحتاج إليه من أسلحة ومعدات. كذلك فعلت إيران وفرنسا وبريطانيا. هناك تأييد ضمني في بعض الدول الخليجية التي تشارك العراق في اعتبار القاعدة تنظيما إرهابيا. ثمة جبهة إقليمية عالمية تتشكل ضد الإرهاب، وثمة انحسار إقليمي ودولي لجبهة الإرهاب. سيكون هذا أحد عوامل النصر القريب إن شاء الله في المعركة الفاصلة والنهائية ضد الإرهابيين أعداء الحياة والتقدم والسلام والإنسانية.
يقف الجندي العراقي، ومعه أبناء العشائر الوطنيون، في مواجهة الإرهابيين، متسلحا بعد قوة الايمان بالله والوطن وعدالة القضية، بالدعم الدولي السياسي والعسكري لهذه القضية العادلة. وهذا يزيده صلابة وصمودا وتصميما على الوصول بالمعركة الى نهايتها المطلوبة وهي القضاء النهائي على الإرهاب في العراق والمنطقة.
وقوف المجتمع الدولي الى جانب العراق لم يأت من فراغ، وإنما من إدراك المجتمع الدولي للخطورة التي يشكلها الإرهاب على الامن والسلام العالميين وعلى الاستقرار في المنطقة وعلى مصالح الدول المختلفة فيها، وعلى الانسانية قاطبة، فـ “داعش” والقاعدة وأخواتهما ليسوا سوى مشاريع للقتل والإبادة والتدمير وإشاعة الرعب. إن المنطقة تقف على برميل يغلي بالأحقاد الطائفية والعنصرية، بل ان المنطقة تشتعل بهذه الأحقاد، وليس من سبيل الى إطفاء النار إلاّ بالقضاء على الجماعات الارهابية التي اتخذت من الدين غطاء زائفا ومكشوفا لتبرير جرائمها بحق الانسانية. ولا يوجد في العالم من يؤيد القاعدة سوى دولة أو دولتين، ترغبان بإشعال المنطقة بنيران الطائفية في موقف سادي مشبوه. وستذوق هذه الدولة أو الدولتان طعم الهزيمة المرة بعد أن أدرك العالم خطورة اللعبة التي تقومان بها. وستكون هزيمة مدوية سوف نسمع اصداءها في العراق وسوريا ولبنان، فيما ستبارك الدول المؤيدة هذا النصر القريب.
حتى الموقف من المسألة السورية مرشح للتغير والتبدل، فحين بدأت الاحداث السورية في درعا قبل حوالي 3 سنوات، كان التصور انها حلقة جديدة من حلقات الربيع العربي. وكان المفترض أن صراعا يدور بين النظام السوري وبين قوى شعبية تتطلع الى مزيد من الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان. ولكن ما ان مضى وقت قصير على ذلك حتى بدأ الفصل الثاني من المعركة والصراع، وأعني به الصراع بين القوى المفترض أنها معارضة للنظام. واليوم تخوض هذه القوى من المعارك بين فصائلها المتكاثرة، اكثر مما تخوضه ضد النظام نفسه.
سوف يدرك المجتمع الدولي أن النظام السوري الحالي قد يكون أفضل الخيارات السيئة مقارنة بالخيارات الأسوأ التي تمثلها الجماعات الإسلامية الإرهابية. قد تتقبل القوى الدولية المعارضة للإرهاب بقاء الأسد ضعيفا، مفضلة ذلك على قيام حكم سلفي إرهابي متطرف يعيد إنتاج طالبان في سوريا، وربما في العراق.
المعركة الآن تكاد تكون في أكثر حالاتها وضوحا، إنها معركة التناقض الرئيس مع الإرهاب، وليست معركة التناقضات الثانوية. بقي أن تدرك القوى السياسية عندنا هذه المعادلة وتملك القدرة على التمييز بين التناقض الرئيس والتناقضات الثانوية وتركز جهودها على التناقض الرئيس ولا تبعثرها في التناقضات الثانوية.
شاهد أيضاً
شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان
قال المولى جل وعلا في الآية (١٨٥)من سورة البقرة ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان ...