لقد اهتمّ الإسلام العزيز بالمرأة أيّما اهتمام، إلى الحدّ الّذي أنزلت سورة طويلة مسمّاة باسم “النساء” في القرآن الكريم. وهذا يدلّ على خطورة وأهمّية العنصر النسائي في المجتمع الإنساني، وعلى اهتمام الإسلام بهذا العنصر، إلّا أنّ التاريخ والحاضر قد ظلمها، ولم يلتفت إلى خطورة دورها، فأنقص حقوقها وهدرها. ونحن ذاكرون بعض حقوق المرأة العامّة في الإسلام، عسى أن يكون ذلك دافعاً لردّ بعض الشبهات الّتي قد تعتري بعض الناس حول وضع المرأة في الإسلام.
علامات المسرف
7ـ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “أمّا علامة المسرف فأربعة: الفخر بالباطل، ويأكل ما ليس عنده، ويزهد في اصطناع المعروف، وينكر من لا ينتفع بشيء منه”7.
8ـ عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: “للمسرف ثلاث علامات: يأكل ما ليس له، ويشتري بما ليس له، ويلبس ما ليس له”8.
9- عن أبي عبد الله عليه السلام قال: “إنّ القصد أمر يحبّه الله عزّ وجلّ، وإنّ السرف أمر يبغضه الله عزّ وجلّ حتّى طرحك النواة، فإنّها تصلح لشيء وحتّى صبّك فضل شرابك”9.
الحثّ على الاقتصاد
10- عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنّه قال: “إنّ المؤمن أخذ من الله أدباً، إذا وسّع عليه اقتصد، وإذا أقتر عليه اقتصر”10.
11- عن أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب له إلى زياد: “دع الإسراف مقتصداً، واذكر في اليوم غداً، وأمسك من المال بقدر ضرورتك، وقدّم الفضل ليوم حاجتك”11.
12ـ وعن الإمام عليّ عليه السلام: “إنّ منع المقتصد أحسن من عطاء المبذّر، إنّ إمساك الحافظ أجمل من بذل المضيّع”12.
13ـ وفي دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام: “اللّهمّ صلِّ على محمّد وآله، واحجبني عن السرف والازدياد، وقوّمني بالبذل والاقتصاد، وعلّمني حسن التقدير، واقبضني بلطفك عن التبذير”13.
14ـ عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: “من علامات المؤمن ثلاث، حسن التقدير في المعيشة، والصبر على النائبة، والتفقّه في الدين. وقال: ما خير في رجل لا يقتصد في معيشته، ما يصلح لا لدنياه ولا لآخرته”14.
15ـ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “الاقتصاد وحسن السمت والهدى الصالح جزء من بضع وعشرين جزء من النبوّة”15.
الإسراف الممدوح
16ـ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “لا خير في السرف، ولا سرف في الخير”16.
17ـ عن الإمام عليّ عليه السلام: “الإسراف مذموم في كلّ شيء إلّا في أفعال البرّ”17.
فوائد الاقتصاد
18ـ عن الإمام علي عليه السلام: “قِوام العيش حسن التقدير، ومِلاكه حسن التدبير”18.
19ـ عن الإمام علي عليه السلام: “عليكم بالقصد في المطاعم فإنّه أبعد من السرف، وأصحّ للبدن، وأعون على العبادة”19.
20ـ من دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام: “وامنعني من السرف، وحصّن رزقي من التلف، ووفّر ملكتي بالبركة فيه، وأصِب بي سبيل الهداية للبرّ فيما انفق منه”20.
21ـ عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال له: “يا عبيد… وإنّ القصد يورث الغنى”21.
22ـ عن الإمام عليّ عليه السلام: “السرف مثواة، والقصد مثراة”22 23.
23ـ عن عمرو بن إبراهيم، قال: “سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: لو أنّ الناس قصدوا في الطعام لاستقامت أبدانهم”24.
24ـ عن علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام: “لينفق الرجل بالقسط وبلغة الكفاف، ويقدّم منه الفضل لآخرته، فإنّ ذلك أبقى للنعمة، وأقرب إلى المزيد من الله وأنفع في العاقبة”25.
25ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “من اقتصد في معيشته رزقه الله”26.
26ـ قال العالم عليه السلام: “ضمنت لمن اقتصد أن لا يفتقر”27.
27ـ وعن عامر بن جذاعة قال: دخل على أبي عبد الله عليه السلام رجل فقال: يا أبا عبد الله، قرضاً إلى ميسرة، فقال أبو عبد الله عليه السلام: “إلى غلّة تدرك” فقال: لا والله، فقال: “إلى تجارة تؤدّى”، فقال: لا والله، قال: “فإلى عقدة تباع” فقال: لا والله، فقال: “فأنت إذاً ممّن جعل الله له في أموالنا حقاً” فدعا أبو عبد الله عليه السلام بكيس فيه دراهم، فأدخل يده فناوله قبضة ثمّ قال: “اتّقِ الله، ولا تسرف ولا تقتّر، وكن بين ذلك قواماً، إنّ التبذير من الإسراف، قال الله تعالى: ﴿وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا﴾ إنّ الله تعالى لا يعذّب على القصد”28.
28ـ قال عليّ عليه السلام: “من اقتصد في الغنى والفقر، فقد استعدّ لنوائب الدهر”29.
29ـ عن الحسين، قال: سمعت رجلاً يقول لأبي عبد الله عليه السلام: “بلغني أنّ الاقتصاد والتدبير في المعيشة نصف الكسب. فقال أبو عبد الله عليه السلام: لا، بل هو الكسب كلّه، ومن الدين التدبير في المعيشة”30.
30ـ عن أمير المؤمنين عليه السلام، أنّه قال: “الاقتصاد ينمّي القليل”31.
31ـ قال عليّ عليه السلام: “من صحب الاقتصاد، دامت صحبة الغنى له، وجبر الاقتصاد فقره وخلله”32.
32ـ عن عليّ عليه السلام: “من اقتصر في أكله كثرت صحّته وصلحت فكرته”33.