لقد اهتمّ الإسلام العزيز بالمرأة أيّما اهتمام، إلى الحدّ الّذي أنزلت سورة طويلة مسمّاة باسم “النساء” في القرآن الكريم. وهذا يدلّ على خطورة وأهمّية العنصر النسائي في المجتمع الإنساني، وعلى اهتمام الإسلام بهذا العنصر، إلّا أنّ التاريخ والحاضر قد ظلمها، ولم يلتفت إلى خطورة دورها، فأنقص حقوقها وهدرها. ونحن ذاكرون بعض حقوق المرأة العامّة في الإسلام، عسى أن يكون ذلك دافعاً لردّ بعض الشبهات الّتي قد تعتري بعض الناس حول وضع المرأة في الإسلام.
التركيز على النموذج المشرق
من الملاحظ أنّ القرآن الكريم كثيراً ما ذكر النموذج المشرق من النساء وأضاء على المرأة الصالحة بشكلٍ كبيرٍ في العديد من آياته الشريفة، وركّز على الكثير من النقاط المشرقة من تاريخها ضمن المسيرة الإنسانيّة، وقدّم العديد منهنّ كقدوة ليس للنساء فحسب بل للبشريّة كلّها بما فيها من رجال ونساء، فذكر منهنّ:
1- امرأة فرعون
حيث يقول تعالى في كتابه العزيز:﴿وَضَرَبَ الله مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾17.
فمن الملاحظ أنّ امرأة فرعون قدّمها القرآن الكريم كقدوة ليس للنساء فقط بل: ﴿… لِّلَّذِينَ آمَنُوا ..﴾.
هذه القدوة المشرقة التي كانت الدنيا مقبلة عليها بكلّ زخارفها فأعرضت عنها متوجّهة إلى الله تعالى: ﴿…رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ..﴾18.
2- مريـم ابنة عمران
هذه المرأة العظيمة التي قدّمتها العديد من الآيات القرآنية وتكرّرت قصّتها في أكثر من سورة من سور القرآن الكريم، لتواكبها في العديد من مراحل حياتها الشريفة والمباركة،ومن هذه الآيات: ﴿فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ الله إنَّ الله يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾19.
﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ الله اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ * يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾20.
*مكانة المرأة ودورها,نشر جمعية المعارف الاسلامية الثقافية,ط2, 2010م-1431هـ, ص9-19.
1- بحار الأنوار، ج22، ص116.
2- الروم: 21.
3- المستدرك، الحاكم النيسابوري، ج2، ص381.
4- الأعراف، الآيات: 19 ـ 23.
5- الإسراء: 70.
6- الحجرات: 13.
7- البقرة: 2.
8- النساء: 28.
9- الإسراء: 11.
10- المعارج:19-21.
11- الحجرات: 13.
12- وسائل الشيعة، ج14، ص123.
13- البقرة: 228.
14- البقرة: 227-228.
15- التحريم: 10.
16- النمل:32-44.
17- التحريم: 11
18- التحريم: 11.
19- آل عمران: 37.
20- آل عمران، الآيتان: 42 ـ 43.
21- بحار الأنوار، ج35، ص179.
22- م.ن، البحار، ج35، ص179.
23- م.ن، البحار، ج35، ص70.
24- مقاتل الطالبيين، الأصفهاني، ص5.
25- الممتحنة: 12.