تحدث الخبير العسكري والاستراتيجي العميد الدكتور تركي الحسن اليوم الاربعاء لمراسل وكالة تسنيم في دمشق عن أهمية سيطرة الجيش السوري على مدينة “سلمى” بريف اللاذقية الشمالي، لافتا إلى أنه انجاز نوعي هام للقوات المسلحة، ومؤكدا أن خواتيم المعارك هناك بدأت تتضح وسترخي بظلالها على كل المجالات الميدانية والسياسية فيما بدأت تركيا تخسر أزلامها في المنطقة .
وحول طبیعة المعارک التی انتهت بسقوط التکفیریین ومااتخذوه عاصمة لإرهابهم فی مدینة سلمى قال الخبیر العسکری “لم ینتظر الجیش طویلا بعد أن أحکم سیطرته على المرتفعات حول مصیف سلمى من شمالها الشرقی فی “ترتیاح وتلال کفر دلبة” آخر نقطة کانت تحمی المسلحین المهزومین، وجنوبها وشمالها الغربی بسیطرته مؤخرا على جبل النوبة وبرج القصب لیفر الإرهابیون نحو المارونیات على الحدود الترکیة مباشرة بعد اقتحام عناصر الجیش والدفاع الوطنی فجرا إثر تمهید ناری بسلاح الجو الروسی”.
وأضاف العمید الحسن “لقد أنشأ الإرهابیون فی سلمى کل التحصینات والتجهیزات الهندسیة والأنفاق، وهی منطقة جبلیة ذات غابات یحتاج المقاتل فیها الى مهارات فریدة عالیة، بالإضافة إلى أنها محدودة الرؤیا و محاورها قلیلة والقتال فیها له طابع خاص، اضافة إلى المناخ فنحن فی فصل الشتاء والصقیع وبالتالی هذا ماصعب معارکها، لافتا إلى أن تطهیر سلمى هو انجاز نوعی للقوات المسلحة قد عملت على تسجیله هذه الأیام وحتى وصلت إلیه دفعنا دماء وجرحى “.
وعن تأثیرها على مخططات المعارک المحیطة بـ “سلمى” قال الحسن” لها تداعیات أساسیة أهمها أنها ستطل بنتائجها الإیجابیة على ریف حماه الجنوبی الغربی أی منطقة سهل الغاب وأیضا باتجاه مدینة جسر الشغور بریف إدلب الجنوبی الغربی والقریبة من الحدود مع ترکیا وستؤمن انتهاء القتال فی جبلی الأکراد و الترکمان” .
أما فیما یتعلق بتأثیر النفوذ الترکی وتراجعه فی المنطقة بعد سیطرة الجیش على “سلمى” واتهام أردوغان لروسیا بأنها تسعى لإقامة “دویلة” بمحیط اللاذقیة قال العمید الحسن “أعتقد أن من یتقول بهذا الکلام على روسیا هو معتوها فقد عقله، أردوغان یدرک حجم الخسارة التی وصلت لها أهدافه فی المنطقة التی یعول علیها بسوریا فأزلامه هی من کانت تقود القتال فیها من جنسیات ترکمنستانیة وشیشانیة بالإضافة إلى القوقازیین والسعودیین والتونسیین وبالتالی کان لابد له أن یطلق مثل هذه التصریحات التی لن یقام لها وزن ولا یعتد بها، لافتا إلى أنه من المعیب أن یصدرمن رجل دولة إقلیمیة ذات وزن مثل هذا القول فهو یطیح بسیاسة بلاده ویحولها من قضایا سیاسیة إلى أحقاد شخصیة ومذهبیة”.
وختم الخبیر العسکری ترکی الحسن حدیثه بالقول ،”المعرکة دخلت مرحلة جدیدة، والسیطرة على سلمى لاتعنی انجازا للجیش السوری على مستوى ریف اللاذقیة الشمالی فحسب بل هی معرکة مفصلیة ستؤثر بأبعادها على کامل خارطة المعارک على امتداد الجغرافیا السوریة” .