عن أبي عبد اللَّه عليه السلام: “إنّ الغنى والعزّ يجولان، فإذا ظفرا بموضع التوكل أوطنا”1.
عن الإمام علي عليه السلام: “غنى المؤمن باللَّه سبحانه”2.
وعنه أيضاً عليه السلام: “الغنى باللَّه أعظم الغنى، الغنى بغير اللَّه أعظم الفقر والشقاء”3.
وعنه عليه السلام: “من استغنى باللَّه افتقر الناس إليه”4.
لتوكل لغة وشرعاً
التوكل حسب ما ورد في بعض المفاهيم اللغويّة، هو عبارة عن: “إظهار العجز والاعتماد على الغير، وعند أهل الشرع: هو الثقة بما عند اللَّه تعالى، واليأس مما في أيدي الناس، ويقال: المتوكل على اللَّه يعلم أن اللَّه كافل رزقه وأمره فيركن إليه وحده ولا يتوكل على غيره”5.
“يقال… وكلت أمري إلى فلان أي ألجأته إليه واعتمدت فيه عليه”6.
فالتوكل هو الاعتماد على الغير، وبين الاعتماد على المخلوق والاعتماد على الخالق فرق كبير، وبين الوثوق بالفقير والوثوق بالغني المطلق مساحة واسعة.
فالتوكل على اللَّه هو سبيل الراشدين، وديدن العقلاء والمؤمنين، وهو الطريق الطبيعي المنطقي، باعتبار أن اللَّه تعالى هو المتصف بكل الصفات الكماليّة، فهو الخالق والقوي والغني والرحيم إلى اخر صفاته وأسمائه الحسنى.
________________________________________
1- الري شهري، محمد، ميزان الحكمة، مج 10، ص681، ح 22250.
2-ن.م، مج 7، ص293، ح 15024.
3-ن.م، ص294، ح 15025.
4- ن.م، ص294، ح 15026.
5- الزبيدي، تاج العروس، بيروت، مكتبة الحياة، ج8، ص160.
6- ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، ط1، بيروت، دار احياء التراب العربي، ج11، ص734.