03 الاعلام المغرض: أشرنا في المقدمة إلى استثمار المنحرفين للإعلام ووسائله، وتسخيرها في خدمة أغراضه الدنية وأهواءه، وابرز مثال على ذلك قوى الإستكبار العالمي، الأمريكي والصهيوني، والذين يسيطران على الكثير من الشبكات الإعلامية حول العالم، لممارسة التضليل والأساليب القذرة في التوجيه الغير المباشر، والتهجم على الدول التي يخشى منها على هيمنتهم، وقلب الحقائق، وسائر الأساليب الأخرى.
يحذر الإمام الخامنئي دام ظله من هذه الوسائل، وينبهنا جميعاً إلى الأدوار الخبيثة التي تحاول أن تلعبها في مجتمعاتنا ودولنا، ويركز على ثلاثة من أساليبهم المغرضة:
1- التشكيك:
والمقصود بالتشكيك، هو إثارة الأسئلة والمغالطات حول مراكز القوة والصدق في البلاد الإسلامية ولا سيما في مكامن القوة في نظام الحكم الإسلامي التي من أبرزها مسألة ولاية الفقيه، كما لا يقتصر التشكيك على هذه المسألة فقط بل يتعدى ذلك ليطال كل ما يوحد الأمة، ويجعلها يداً واحدة، ويشكك الناس في صدقية المسؤولين عن خدمتهم، كما يقلب الحقائق، وإلى هذه الحقيقة يشير الإمام الخامنئي دام ظله بقوله:
” اعلموا يا أعزائي أن أول عمل يمارسه الإعلام ضد الدول هو التشكيك في مصداقية المراكز الحقيقية للصدق والصفاء فيها؛ فيشكك في طبيعية عمل أجهزة الإعلام الصادقة، ويثير الشكوك حول شخصيات الناس المؤمنين، ويكيل التهم لهذا وذاك، ويخلق التردد في قلوب الناس، ويحرف العقول ويقلب الحقائق”.4
________________________________________
4- المناسبة: ولادة الإمام الحسين ( ع) ويوم حرس الثورة الإسلامية وأسبوع التعبئة الزمان والمكان: 3 شعبان 1419هـ. ق. طهران.
ومن الأمثلة التي يستعملها الإعلام المعادي والمغرض في مسألة قلب الحقائق، هي استعمال المعايير المزدوجة في تقييم الديمقراطيات في البلدان المختلفة ففي البلاد التي تميل سياسياً مع الهوى الأمريكي يعتر الإعدام من الفضائل حتى لو كان لأقل الأمور ولأجل مسائل لا تستحق هذه العقوبة، بل يعتبر المجازر التي ترتكب بحق الأبرياء دفاعاً عن النفس، وتصور الدول التي تمتلك الأسلحة النووية وتقام جوراً على أرض أمة أخرى دولاً مظلومة، ومن يحاول أن يحصل ولو جزءً من حقه وينتزعه منها، ولو بالدفاع عن حقه برمي الحجر، إرهابيا من الدرجة الأولى، أما في البلدان الممانعة للهيمنة الأمريكية، فإن الإعلام الأمريكي يسلط الضوء على قضايا الإعدام بطريقة تبين أن في ذلك انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان في هذه البلاد، حتى لو كانت أحكام الإعدام لأجل قضايا محقة، يقول دام ظله.
” في منطق الإعلام الأميركي وشبكة الإعلام الصهيوني، فإن إعدام مهربي الهيروين في إيران نقض لحقوق الإنسان، ولكن اختطاف الناس في لبنان وقصف القرى وإطلاق النار على المشردين الفارين من قراهم لا يسيء أصلاً إلى حقوق الإنسان”.5