أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الانقلاب غير الدستوري في أوكرانيا العام الماضي، والذي حظي بدعم واشنطن وبروكسل، شكل ذروة لسياسة الغرب المعادية لروسيا.
وقال لافروف في كلمة ألقاها في الأكاديمية الدبلوماسية الروسية إن الولايات المتحدة وغيرها مما يعرف بالغرب تاريخيا تجاهلت القواعد الأساسية للقانون الدولي واستخدمت معايير مزدوجة على نطاق واسع، مشيرا إلى أن شعوب يوغوسلافيا السابقة والعراق وليبيا وسوريا، وأوكرانيا اليوم استشعرت انعكاسات تدخل الغرب في شؤونها الداخلية.
وأشار الوزير الروسي إلى أن الغرب واصل سياسته الرامية إلى فرض السيطرة على مزيد من الفضاء الجيوسياسي ونقل “خطوط الفصل” شرقا رغما طرح موسكو مبادرات كثيرة تتعلق بإقامة فضاء موحد للأمن والاستقرار في منطقة أوروبا والمحيط الأطلسي وتوقيع اتفاقية حول الأمن الأوروبي.
وذكّر لافروف بأن استراتيجية الأمن القومي الأمريكية المعدلة تفصح عن سعي واشنطن لفرض هيمنتها على العالم والاستعداد لاستخدام القوة العسكرية لتحقيق المصالح الأمريكية.
وأكد وزير الخارجية الروسي أن موسكو لا تزال تتمسك بضرورة تعزيز التعاون الدولي من أجل مواجهة التحديات المشتركة المتمثلة، على سبيل المثال، في نزع الأسلحة الكيميائية السورية والملف النووي الإيراني وانتشار فيروس إيبولا، مؤكدا أن أية خطوات أحادية الجانب مخالفة لميثاق الأمم المتحدة تؤدي إلى زعزعة الأمن والفوضى.
انتشار الإرهاب نتيجة للتدخل الخارجي و”تصدير الديمقراطية”
وقال لافروف إن انتشار التطرف والإرهاب في الشرق الأوسط جاء نتيجة لتدهور مؤسسات الدولة في عدد من بلدان المنطقة والتدخل الخارجي في شؤون هذه الدول ومحاولات “تصدير الديمقراطية” وفرض قيم غريبة وطرق غريبة للتغيير.
وأضاف أن موسكو دعت إلى عدم “تسليم” عمليات “الربيع العربي” للإسلاميين والسعي إلى تسوية الخلافات من خلال الطرق السياسية الدبلوماسية حصرا.
وأكد الوزير الروسي أن موسكو اقترحت إجراء تحليل شامل للمشاكل التي تؤدي إلى تفشي التطرف والإرهاب، بما في ذلك النزاع العربي الإسرائيلي، تحت إشراف الأمم المتحدة من أجل إعداد إجراءات مناسبة لمساعدة شعوب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على توفير الأمن والاستقرار والتنمية.