بعدما تمكّن الجيش السوري من التقدّم على خمس جبهات خلال الأسابيع الماضية، يستميت المسلحون المعارضون لتحقيق إنجاز يعيد التوازن إلى الميدان، ولمنع الجيش من التقدم. حتى ليل أمس، فشلت كل محاولاتهم
بعد التقدّم الذي أحرزه الجيش السوري في مثلث الجنوب (درعا ــ القنيطرة ــ ريف دمشق) الشهر الماضي، ثم سيطرته على بلدة باشكوي في ريف حلب الشمالي، قبل دخوله بلدة دورين والجبل المطل عليها في جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشرقي، وتقدّمه في ريف إدلب قرب طريق جسر الشغور ــ أريحا، وفي الريف الشمالي للسويداء، وضعت الجماعات المعارضة المسلحة كل ثقلها لتحقيق إنجاز في واحدة من هذه الجبهات يمكّنها من استعادة زمام المبادرة وإعادة التوازن إلى الميدان.
في الجنوب، استبق الجيش السوري شنّ المعارضة هجوماً التفافياً على مواقعه في المثلث، بغارات أول من أمس في ريف القنيطرة، أحبطت العملية التي طلبتها غرفة العمليات المشتركة في الأردن (موك). كذلك أحبط عدداً من الهجمات على المواقع التي طرد منها المسلحين خلال الأسابيع الماضية. وفي ريف حلب الشمالي، تمكّنت المعارضة من وقف تقدّم الجيش، ثم انتقلت إلى الهجوم، ساعية إلى السيطرة على بلدة حندرات.
فسيطرتها على تلك البلدة والمواقع العسكرية القريبة منها ستتيح لـ»جبهة النصرة» وحلفائها عرقلة مسعى الجيش تطويق حلب بالكامل وقطع الطرق بينها وبين ريفها وبين تركيا، وفك الحصار عن بلدتي نبّل والزهراء. وجديد المعارضة أمس، كان في ريف اللاذقية الشرقي، بهجوم عنيف على بلدة دورين التي استعاد الجيش السيطرة عليها يوم الجمعة الماضي مع جبل قريب منها. الهجوم فشل، وقُتِل عشرات المسلحين المهاجمين، في ظل معلومات لدى الجيش عن نيتهم شن هجوم جديد في الساعات المقبلة. خلاصة المشهد أن المسلحين يستميتون في مختلف الجبهات لاستعادة التوازن الذي فقدوه خلال الأسابيع الماضية.
وفي حلب، ولليوم السادس على التوالي تتواصل الاشتباكات في الريف الشمالي، في إطار «معركة تحرير حندرات»، التي أطلقتها «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» و«جبهة أنصار الدين». وحقق الجيش أمس إصابات بالغة في صفوف مسلّحي تلك التنظيمات وتحديداً في منطقة الشقيف، وبالقرب من تل المضافة، ومقطع البكارة، وشملت خسائر المسلّحين مقتل 11 مسلّحاً، بينهم «أمير» في حركة «أحرار الشام»، إضافة إلى تدمير عدد كبير من آليات المسلّحين وتجهيزاتهم في تلك المنطقة.
وبالتوازي، تناقلت صفحات معارضة رسالة منسوبة إلى أبو صالح طحان، القائد العسكري لـ«أحرار الشام» موجهة إلى «أصحاب بيانات تحرير حندرات»، في إشارة إلى المسلّحين الذين أعلنوا أول من أمس سيطرتهم على بلدة حندرات عبر فيدوهات مزيفة. ووصفهم الطحان بأنهم «انتهازيون يترصدون لأنفسهم المنفعة؛ فكيف يطيب لهم نفس بإصدار بيانات بتحرير قرى ومناطق رغم عدم وجودهم بداخلها؟». إلى ذلك، دارت مواجهات في بلدة تل جبين، الملاصقة لبلدة باشكوي في ريف حلب، التي استعاد الجيش السيطرة عليها منتصف الشهر الماضي،
وأدت المواجهات إلى مقتل عدد من المسلّحين وإصابة آخرين. فيما استهدف الجيش معاقل للمسلّحين في حريتان، التي تعد معبراً لدعم المسلحين عبر الأراضي التركية، في شمالي حلب، وفي بلدة المنصورة التابعة لجبل سمعان، غربي حلب. كذلك قُتِل 15 مسلحاً إثر استهداف «اللجان الشعبية» في بلدة نبّل (ريف حلب الشمالي) سياراتهم في بلدة ماير المجاورة لها.
المصدر – صحيفة الاخبار