نحن نبذل معظم طاقتنا من أجل حل مشاكل حياتنا الدنيوية، بيد أن جلّ «اختيارنا» هو مختصّ بتحديد كيفية حياتنا الأخروية
لقد خلقنا من أجل إنتاج القيمة المضافة، وإن مفعول هذه القيمة المضافة هو تحديد نوع حياتنا الأخرويّة. فما ننتجه في هذه الدنيا من قيمة مضافة فهو يؤثر بشكل مباشر في كيفية حياتنا الآخرة لا الدنيا. ونحن سوف نموت ونحيى مئة مرة حسرة ونتمنى أن نرجع إلى الدنيا ونقول: لقد أدركنا الآن ما كان يجب علينا، حيث كنا نسعى وراء سراب لحلّ مشاكلنا الدنيوية، وكنّا نجرب مختلف الطرق والوسائل في سبيل تعديل حال هذه الدنيا التعيسة. ولكن هيهات فما اهتدينا إلى ذلك سبيلا.
فلماذا لا نعتبر ولا نعي هذه الحقيقة وهي أن الدنيا ليست بأيدينا ولا دور لنا فيها تقريبا. ولا شأن لنا فيها سوى إنتاج القيمة المضافة التي بها نصنع حياتنا الآخرة؟ من هذا المنطلق أعمروا بيوتكم فإنكم في حال صنعها وهندستها الآن،
وإنكم الآن في حال تعيين مساحة أرض قصركم، كما أنكم الآن تختارون جيرانكم وأصحابكم، ومضافا إلى ذلك أنتم تحددون مستوى منطقتكم في الجنة.
إنكم سوف تعيشون في تلك الجنة ما لن تقدروا على إحصاء عقودها المليارية في مليارات السنين، وإنها لحياة أضخم وأكبر وأوسع وأرقى جدا من أن تتمدّد في بستان بلا شغل ولا عمل، ثم تستقبل ملاعق العسل وأكواب اللبن بين الساعة والأخرى.