السؤال: ندعو بكلّ هذه الأدعية ومع ذلك لا يُستجاب لنا، ومع هذا تقول الملائكة أيضاً: لماذا لا تدعون؟
الجواب: لأنّ شرط إجابة الدعاء هو التوبة، لذا تقول الملائكة: لماذا لا تأتون بهذا المشروط “الدعاء” مع شرطه “التوبة” حتّى يُستجاب لكم؟ ولماذا لا تدعون دعاء التائب ولا تأتون بالدعاء مع التوبة؟
لكن طبعاً هنالك فرق بين أن نقول ونحن في حالة التمرّد والعصيان: “لا نتوب ولكن أعطنا كلّ ما نُريد” لأنّ هذا خلاف العبودية، وبين أن نقول: “اللهمّ إنّي تائب توبة غير حقيقية، ولكن لا طاقة لي على البلاء أيضاً، وأريد منك أن ترفع ذلك البلاء عنّي، لقد أذنبنا ونحن نقرّ ونعترف بذنوبنا، ولكن لا يتأتّى منّا التوبة، وتوبتنا غير حقيقية وغير دائمية”.
فمن المسلّم وجود فرق بين المنكر والمتمرّد وبين المقرّ والمعترف والمنقاد؛ لأنّ مثل هذه الطلبات والإجابات والعطايا يتفضّل بها الله تعالى علينا، وهي مختلفة عن باب الشرط والمشروط، وعن مشروطية الدعاء بالتوبة، وذلك بأن نقول: اللهمّ إنّنا غير مستوجبين للرحمة، ونقرّ بأنّنا لسنا أهلاً لها، ولكنّك أنت أهل لذلك وإنّك “تجد من تعذّبه غيري، ولا أجد من يرحمني سواك”28.
مدرسة الشيخ بهجت قدس سره، ج1، ص 78.
28- بحار الأنوار، ج 95، ص236- إقبال الأعمال، ص 366.