مواعظ شافية

وإضافة إلى ذلك فقد أرسل الله تعالى لنا الأنبياء والرسل وأنزل الكتب وأقام الحجج والأولياء، فلا تخلو الأرض من حجّة لله على الخلائق، وبذا هدانا سواء السبيل. إذاً الهداية العامّة متحقّقة. أيضاً عرّفنا الأنبياء والأولياء إلى كيفيّة مواجهة البلاء وأعطونا في ذلك إرشادات تفصيليّة.

كيفيّة المواجهة
لا بدّ من الالتفات أيضاً إلى أنّ الامتحان الإلهيّ يستلزم من الإنسان عدّة أمور لمواجهته:
أوّلاً: الانتباه والحذر، فلا يغفل الإنسان عن حقيقة الدنيا.

ثانياً: أن يعمل الإنسان ويبذل بجدّ ما يستطيع للنجاح في الاختبار.

ثالثاً: أن يستفيد من الوقت، فيوم تأتي ساعة الموت يتمنّى الإنسان أن يعود إلى الدنيا ولو بمقدار قليل، ليعمل عملاً صالحاً ينتفع به أمام هول المطّلـــع وســوء العاقبــة ﴿حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾24.

لـــذا يجــب أن ننتبه لقيمة الزمن وقيمة العمر كباراً وشباباً، ولا يقولنّ أحد إنّي ما زلت شابّاً والعمر أمامي. فإنّ أغلب الّذين يموتون هم من الشباب، يقول الله تعالى:
﴿وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾25.

كذلك يجب أن نضع هدفاً واضحاً ومحدّداً وهو أنّنا يجب أن ننجح ونفوز في الامتحان، لأنّ ذلك يعني الحصول على الحياة الحقيقيّة والنعيم، والسعادة الأبديّة السرمديّة.

________________________________________
24- سورة المؤمنون، الآيتان: 99 100.
25- سورة مريم، الآية: 39.

شاهد أيضاً

مواعظ شافية

قالوا إنّ فتى من بني إسرائيل كان بارّاً بأبيه، وإنّه اشترى بيعا، فجاؤوا إلى أبيه ...