دلالة المقطع:
1- معرفة المدعوّ شرط في الاستجابة:
إنّ أوّل شرط للداعي إذا أراد أن يُستجاب دعائه يكمن في معرفته بمن يدعوه؛ ولذا، ابتدأت فقرات دعاء كميل ببيان الصفات الإلهيّة التي تشرّع للداعي باب المعرفة بعظمة من يدعوه، وتجذبه نحو الطلب من الله تعالى؛ لما أُلهِم قلبه من حتمية الإجابة؛ بفعل تعرّضه لنفحات هذه الصفات الكمالية الكاشفة عن عظمة المتّصف بها وقدرته وقوّته. وهذا هو حال مَنْ يطلب حاجة من أحد من الناس؛ فإنّه لا يلجأ إلى الطلب إلا ممَّن يعرفه، ويدرك أنّه القادر على استجابة طلبه، وقضاء حاجته.
عن الإمام الصادق عليه السلام: “قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله عزّ وجلّ: من سألني؛ وهو يعلم أنّي أضرّ وأنفع؛ استجبت له”20.
وعن الإمام موسى الكاظم عليه السلام ، قال: “قال قوم للصادق عليه السلام: ندعو فلا يُستجاب لنا، قال: لأنّكم تدعون من لا تعرفونه”21.
ومعرفة الله تكمن في معرفة صفاته؛ وهي حقائق كماليّة تتجلّى في ساحات الكون، ويدركها الإنسان بحسب قابليّته واستعداده ومرتبته الوجوديّة؛ وهي المذكورة في فقرات هذا الدعاء: الرحمة الواسعة، والقوّة، والقدرة الشاملة، والجبروت، والعزّة، والعظمة، والسلطان، والذات الباقية التي لا تُصاب بالفناء.
شاهد أيضاً
دُعاء كميل بن زياد (رض)
دُعاء كميل بن زياد (رض) وَهُوَ من الدّعوات المعروفة. قالَ العلاّمة المجلسي (رض): إنّه ...