مع تمادي العدوان السعودي الاميركي على اليمن وشعبه، ظن المعتدون والعالم المستكبر ان ضعف اليمنيين هو الذي يمنعهم من الرد على العدوان، ولم يدركوا حقيقة هذا الشعب الصابر الحليم المتوكل على الله أولا وآخرا، فالمجرمين لم يفقهوا قول الله “…أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير..”، حتى بدأ الرد اليمني والذي كان أولى بشائره هو العمليات النوعية التي نفذها الجيش اليمني واللجان الشعبية ضد المواقع الحدودية السعودية مع اليمن ما أدى الى مقتل ما يزيد عن العشرين جنديا سعوديا وفرار العشرات من مواقعهم تحت وقع الضربات اليمنية.
فالسعودية التي ورطت نفسها في العدوان على اليمن لم تحقق اي شي من الاهداف التي اعلنتها قبل او خلال الاعتداءات، حتى انها لم تحقق اي تقدم او انجاز امني او عسكري في الميدان، واكتفت باستهداف العزل من اليمنيين ومن النساء والاطفال كما استهدفت كل ما يضر بحياة الناس من خدمات وطرق ومستشفيات ووسائل تعليمية في جنون حاقد يريد ان يدمر اي شيء ردا على خيباته المتتالية، حتى ان السعودية لم تستغل ما سمي بـ”الهدنة الانسانية” كي تخرج نفسها من المأزق بل عملت على التمادي في الغرق في المستنقع اليمني.
وبعد كل ما ارتكب لاقل من شهرين تقريبا، يبدو ان اليمنيين قرروا التحرك وعدم انتظار اي مبادرة دولية او عربية او اقليمية لوقف العدوان، فـ”الكيل قد طفح” ولا بد من ردع المعتدين بالوسائل المناسبة لان الاستمرار بـ”العض على الجرح” لا يبدو انه يجدي نفعا مع المجرمين، فالقوة لا يردها الا القوة، فما سر وما هي اسبابه التحرك اليمني ضد العدوان السعودي الاميركي؟ ولماذا انتظر اليمنيون كل هذا الوقت للرد على الاعتداءات؟ وكيف يمكن فهم الثبات اليمني اتجاه كل هذه الجرائم التي ارتكبت بحقه؟ وكيف سيكون شكل الرد اليمني على العدوان؟ وما هي حدود هذا الرد؟
حول كل ذلك قال الخبير العسكري اليمني عبد الحكيم القحفة إن “الرد اليمني جاء متزامنا مع عدوان استمر لأكثر من 50 يوما تمَّ خلالها ضرب اليمن ومقدراته ومؤسساته وتعطيل الخدمات والحياة على جميع المستويات فالطلاب في اليمن خارج إطار التعليم بسبب العدوان والطرقات مقطوعة وكذلك لا طاقة ونفط وكله بسبب العدوان ما جعل الشعب اليمني اليوم بات يعيش موتا سريريا بالنسبة للخدمات والحياة العامة”.
ولفت القحفة الى انه “رغم كل ذلك انتظر الشعب اليمني وبحث عن أي وساطة دولية او ان يقوم المجتمع الدولي بدوره لوقف العدوان لكن هذا الشعب اليمني لم يلقَ اي تجاوب لا من منظمات دولية ولا من دول ولا من كيانات لذا كان الرد الذي جاء بعد فترة من الزمن يعبر عن تطلعات وارادة الشعب اليمني لكسر العدوان”، واضاف “لذلك نلاحظ الضربات الموجعة الآن على الحدود اليمنية السعودية وقد تعتبر هذه الضربات بداية انفراج على مستوى وقف العدوان على اليمن”.
واكد القحفة ان “الرد اليمني سيكون مزلزلا وحاسما خاصة ان المدن السعودية باتت هدفا للنيران اليمنية وهذا امر واقع ولا مجال بعد ذلك للمراوحة او المغالطة مع اليمنيين”، وشدد على انه “لا حدود للرد اليمني الذي يهدف أولا واخيرا لوقف العدوان الغاشم”، ولفت الى ان “الشعب اليمني استوعب العدوان وهو اتخذ القرار الحاسم بردع العدوان ووقفه بكل الامكانيات”.
وحول جهوزية الجيش السعودي للقتال، قال القحفة “اليوم وزير الدفاع السعودي يعيش داخل باريس برفاهية تامة ما يدلل ان السعوديين لا يقاتلون على الارض بل يحاولون الاستعانة بالمرتزقة للقتال عنهم”، ولفت الى ان “الحرب السعودية على اليمن وعلى غيرها من دول المنطقة من سوريا الى العراق هي حرب بالوكالة عن اميركا واسرائيل”، واعتبر ان “ما يجري في اليمن هو بسبب غياب الارادة السياسية العربية ولان السعودية حاولت نقل مشاكلها الى الداخل اليمني وتثبيت الحكم الجديد على حساب دماء الشعب اليمني ومصالحه”.
واكد القحفة ان “السعودية أخطأت الحسابات والتقديرات والمرحلة القادمة تؤكد انها ستدفع الثمن على اكثر من صعيد ومنها ثبات النظام الحاكم في الرياض الذي بات مهددا بشكل مباشر نتيجة فشل العداون على اليمن”، واعتبر ان “لا اهداف محددة وواضحة للسعودية في اليمن”، واشار الى ان “حقد السعودية يدفع بها الى استهداف المؤسسات التعليمية والمستشفيات والمؤسسات الدينية”، ولفت الى ان “السعودية كما الولايات المتحدة واسرائيل تعتبر نفسها فوق القوانين والاعراف الدينية والاخلاقية فهذه الدول والكيانات الغاصبة قامت وتستمر وتتوسع على دماء الشعوب”.
ورأى القحفة ان “السعودية تحاول باستمرارها بالعدوان على اليمن تحصيل بعد المكاسب سواء على الارض وهذا ما لم يحصل ولن يحصل كما تحاول ان تحصل على بعض المكاسب من الاميركيين أنفسهم”، وتابع “السعودية تحاول التعويض لنفسها عن دخول اميركا وايران في مفاوضات حول الملف النووي والحديث عن قرب توقيع اتفاق في هذا الشأن”، وتابع “السعودية اعتبرت نفسها خسرت من قيام واشنطن بالتفاوض مع طهران من دون اقامة اي اعتبار للرياض”.
وشدد القحفة الى ان “الخاسر الاكبر بعد هذا العدوان هو السعودية ومن بدون منازع على كل الصعد سواء على الصعيد العسكري او السياسي الدولي وحتى الداخلي”، ولفت الى ان “اليمن تحرر من الارادة السعودية بعد ان كانت تعتبره مؤخرة خلفية لها ولجرائمها ولمخططاتها الفتنوية”، واكد ان “على السعودية ان تفهم ان اللعبة انتهت في اليمن”.