الرئيسية / من / طرائف الحكم / وَزِدْنَاهُمْ هُدًى – السيّدة زينب عليها السلام نموذج للإنسان المسلّم

وَزِدْنَاهُمْ هُدًى – السيّدة زينب عليها السلام نموذج للإنسان المسلّم

السيّدة زينب عليها السلام نموذج للإنسان المسلّم
إذا أردنا أن نذكر شخصيّةً بلغت القمّة في التسليم لأمر الله تعالى، فإنّه تتراءى أمامنا شخصية سيدتنا ومولاتنا زينب عليها السلام, وذلك لأنّ العقيلة قد عاشت فقدان جدّها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكانت قد دعت الله عزّ وجلّ أن يشفي جدها، ولكنَّ أمر الله كان مفعولا، وعاشت فقدان أمّها الصديقة الطاهرة عليها السلام وكانت قد دعت الله أن يشفي أمها، ولكنّ الزهراء عليها السلام استشهدت، وعاشت سيدتنا زينب فقدان أخيها الحسن عليه السلام وكانت قد دعت الله أن يشفي أخاها الحسن عليه السلام ولكنّ أخاها استشهد، عاشت سيدتنا زينب عليها السلام فقدان الأخ والكفيل والأبناء والأقرباء في يوم واحد، وكانت قد دعت الله أن يسلِّمهم، ولكنّهم استشهدوا.

نعم، سيدتنا زينب في كلّ هذه الموقف دعت الله أن يبقي أحبّتها، ولكنّها عندما لم يستجب الله دعاءها لم تقل كما يقول بعض الناس إذا لم يستجب الله دعاءهم في مسألة معيّنة (الله لا يحبّني)، بل قالت صلوات الله عليها عندما خاطبها ذلك
اللعين ابن زياد مستهزءاً كيف رأيت صنع‏ الله‏ بأخيك وأهل بيتك؟! فقالت عليه السلام: “مَا رَأَيْتُ إِلَّا جَمِيلاً” .

ونختم حديثنا برواية لطيفة عن التسليم، ذكرها الشَّيْخ الكليني قدس سره في كتابه بإسناده إِلَى كَامِلٍ التَّمَّارِ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام: “(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) أَتَدْرِي مَنْ هُمْ؟ قُلْتُ أَنْتَ أَعْلَمُ، قَالَ: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الْمُسَلِّمُونَ، إِنَّ الْمُسَلِّمِينَ هُمُ النُّجَبَاءُ، فَالْمُؤْمِنُ غَرِيبٌ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ”.

جعلنا الله جميعاً من المسلّمين لله ولرسوله ولأوليائه صلوات الله عليهم أجمعين، والحمد لله ربّ العالمين.

شاهد أيضاً

وَزِدْنَاهُمْ هُدًى – الرفق في القرآن الكريم

نصُّ الموعظة القرآنية: خاطب الله سبحانه نبيّه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً: ﴿فَبِمَا ...