الرئيسية / من / طرائف الحكم / وَزِدْنَاهُمْ هُدًى – أهميّة التّسليم

وَزِدْنَاهُمْ هُدًى – أهميّة التّسليم

أهميّة التّسليم
التسليم بذل الرضا بقبول قول الله تعالى وفعله وقول الرّسول وأوصيائه وأفعالهم عليهم السلام، وتلقّيها بالبشر وطلاقة الوجه وإن لم يكن موافقاً للطبع ولم يعلم وجه المصلحة، وهو من فروع العدالة وعلامة الإيمان.

المطالع للآيات والروايات يجد كمّاً هائلاً منها يتحدّث عن التسليم لأمر الله تعالى ولأمر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولأمر أهل بيته عليهم السلام.

حتّى أَنَّ بعضها نزّلت الإنسان العابد والعامل بالطاعات غير المسلّم منزلة المشرك، بل جعلته مشركاً صراحةً، ففي الخبر عن مولانا الصادق عليه السلام جاء فيه: “لَوْ أَنَّ قَوْماً عَبَدُوا الله وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وأَقَامُوا الصَّلَاةَ وآتَوُا الزَّكَاةَ وحَجُّوا الْبَيْتَ وصَامُوا شَهْرَ رَمَضَانَ، ثُمَّ قَالُوا لِشَيْ‌ءٍ صَنَعَهُ الله أَوْ صَنَعَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم أَلَّا صَنَعَ خِلَافَ الَّذِي صَنَعَ، أَوْ وجَدُوا ذَلِكَ فِي قُلُوبِهِمْ، لَكَانُوا بِذَلِكَ مُشْرِكِينَ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا﴾ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ الله عليه السلام عَلَيْكُمْ بِالتَّسْلِيمِ” .

ففي هذه الرواية دلالةٌ واضحةٌ وصريحةٌ على أَنَّ ذرّة الاعتراض على صنيع الله سبحانه وتعالى وأنبيائه وأوصيائه كفيلةٌ بإخراج المؤمن العابد لله، والعامل بالطاعات، عن حريم التوحيد إِلَى ساحة الشرك.

وقد كان الأئمّة عليهم السلام ينتهزون كلّ فرصةٍ ومناسبةٍ ليبيّنوا لأصحابهم أهمّية التسليم، فقد روي أَنَّ زيداً الشّحّام قال لأبي عبد الله عليه السلام: “إِنَّ عِنْدَنَا رَجُلاً يُقَالُ لَهُ كُلَيْبٌ، فَلَا يَجِي‌ءُ عَنْكُمْ شَيْ‌ءٌ إِلَّا قَالَ أَنَا أُسَلِّمُ فَسَمَّيْنَاهُ كُلَيْبَ تَسْلِيمٍ، فَتَرَحَّمَ
عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا التَّسْلِيمُ؟ فَسَكَتْنَا. فَقَالَ: هُوَ والله الْإِخْبَاتُ قَوْلُ الله عَزَّ وجَلَّ: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ﴾ ” .

كم منّا في هذا الزّمن يكون مثل (كُلَيْب) يدخل في سلك الَّذِي آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إِلَى ربّهم.

هل نحن كذلك؟!
أمّ أَنَّنا تخلّقنا بأخلاق بني إسرائيل الَّذِين كانوا يسلّمون بالأحكام التي يرونها متناسبة مع أهوائهم ومنافعهم الشخصية، ويرفضون تلك التي لا تناسبهم، حتّى قال الله تعالى عنهم في كتابه: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ !!

شاهد أيضاً

وَزِدْنَاهُمْ هُدًى – الرفق في القرآن الكريم

نصُّ الموعظة القرآنية: خاطب الله سبحانه نبيّه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً: ﴿فَبِمَا ...