الرئيسية / بحوث اسلامية / في تواضع و حياء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم – الشيخ محمّد باقر المجلسي

في تواضع و حياء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم – الشيخ محمّد باقر المجلسي

في تواضعه وحيائه : عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله (ص) يعود المريض ، ويتبع الجنازة ، ويجيب دعوة المملوك ، ويركب الحمار ، وكان يوم خيبر ويوم قريظة والنضير على حمار مخطوم (1) بحبل من ليف تحته اكاف من ليف.

وعن أنس بن مالك قال : لم يكن شخص أحبّ إليهم من رسول الله ، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا إليه لما يعرفون من كراهيّته (2).

وعن ابن عبّاس قال : كان رسول الله (ص) يجلس على الأرض ، ويأكل على الأرض ويعتقل الشاة ، ويجيب دعوة المملوك.

وعن أنس بن مالك قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله مرّ على صبيان فسلّم عليهم وهو مغذ.

عن أسمآء بنت يزيد أنّ النبي صلّى الله عليه وآله مرّ بنسوة فسلّم عليهنّ.

وعن ابن مسعود قال : أتى النبي صلّى الله عليه وآله رجل يكلّمه فأرعد ، فقال : هون عليك ، فلست بملك ، إنّما أنا ابن امرأة كانت تأكل القد (3).

عن أبي ذر قال : كان رسول الله (ص) يجلس بين ظهراني (4) أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أيّهم هو ، حتّى يسأل ، فطلبنا إلى النبي صلّى الله عليه وآله أن يجعل مجلساً يعرفه الغريب إذا أتاه ، فبنينا له دكانا (5) من طين ، وكان يجلس عليه ، ونجلس بجانبيه.

وسئلت عائشة ما كان النبي صلّى الله عليه وآله يصنع إذا خلا ؟ قالت : يخيط ثوبه ، ويخصف نعله ، ويصنع ما يصنع الرجل في أهله.

وعنها : أحبّ العمل إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله الخياطة.

وعن أنس بن مالك قال : خدمت النبي (ص) تسع سنين فما أعلمه قال لي قط : هلا فعلت كذا وكذا ؟ ولا عاب عليّ شيئاً قطّ.

وعن أنس بن مالك قال : صحبت رسول الله (ص) عشر سنين ، وشممت العطر كلّه فلم أشمّ نكهة أطيب من نكهته ، وكان إذا لقيه واحد (6) من أصحابه قام معه ، فلم ينصرف حتّى يكون الرجل ينصرف عنه (7) ، وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناولها إيّاه ، فلم ينزع عنه حتّى يكون الرجل هو الذى ينزع عنه ، وما أخرج ركبتيه بين جليس (8) له قطّ ، وما قعد إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله رجل قطّ فقام حتّى يقوم (9).

وعن أنس بن مالك قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وآله أدركه أعرابي فأخذ بردائه فجبذه جبذة شديدة حتّى نظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلّى الله عليه وآله وقد أثرت به حاشية الردآء من شدة جبذته ، ثم قال له : يا محمد مرّ لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه رسول الله صلّى الله عليه وآله فضحك وأمر له بعطآء.

عن أبي سعيد الخدري يقول : كان رسول الله صلّى الله عليه وآله حييا (10) لا يسأل شيئاً إلّا أعطاه.

وعنه قال : كان رسول الله (ص) أشدّ حيآء من العذراء في خدرها ، وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه.

وعن ابن مسعود قال : قال رسول الله (ص) : لا يبلغني أحد منكم عن أصحابي شيئاً ، فإنّي احبّ أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر (11).

في جوده : عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال : كان رسول الله صلّى الله عليه وآله أجود الناس كفا ، وأكرمهم عشرة (12) ، من خالطه فعرفه أحبه.

من كتاب النبوّة عن ابن عبّاس ، عن النبي (ص) قال : أنا أديب الله وعلي أديبي ، أمرني ربّي بالسخاء والبرّ ، ونهاني عن البخل والجفاء ، وما شيء أبغض إلى الله عزّ وجلّ من البخل وسوء الخلق ، وإنّه ليفسد العمل كما يفسد الطين (13) العسل.

وبرواية اخرى عن أمير المؤمنين عليه السلام كان إذا وصف رسول الله (ص) قال : كان أجود الناس كفا ، وأجرء الناس صدراً ، وأصدق الناس لهجة ، وأوفاهم ذمة ، وألينهم عريكة : وأكرمهم عشرة ، ومن رآه بديهة هابه ، ومن خالطه فعرفه أحبه ، لم أر مثله قبله ولا بعده.

وعن ابن عمر قال : ما رأيت أحداً أجود ولا أنجد ولا أشجع ولا أوضأ (14) من رسول الله صلّى الله عليه وآله (15).

وعن جابر بن عبدالله قال : ما سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله شيء (16) قطّ قال : لا. وعن ابن عباس قال : كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه ، فقال : يا رسول الله ثلاث أعطنيهن ، قال : نعم ، قال : عندي أحسن العرب وأجمله ام حبيبة اُزوّجكها (17) ، قال : نعم ، قال : ومعاوية تجعله كاتباً بين يديك ، قال : نعم ، قال مرني حتّى اُقاتل الكفّار كما قاتلت المسلمين ، قال : نعم ، قال ابن زميل : ولو لا أنّه طلب ذلك من النبي صلّى الله عليه وآله ما أعطاه ، لأنّه لم يكن يسأل شيئاً قطّ إلا قال : نعم.

وعن عمر أن رجلاً أتى النبي صلّى الله عليه وآله فقال (18) : ما عندي شيء ، ولكن اتبع عليّ ، فإذا جاءنا شيء قضينا ، قال عمر : فقلت : يا رسول الله ما كلّفك الله ما لا تقدر عليه ، قال : فكره النبي صلّى الله عليه وآله ، فقال (19) الرجل : أنفق ولا تخف من ذي العرش إقلالا ، قال : فتبسم النبي صلّى الله عليه وآله وعرف السرور في وجهه (20).

 

الهوامش

1. خطمه بالخطام : جعله على أنفه ، والخطام : حبل يجعل في عنق البعير وغيره ويثنى في خطمه وأنفه.

2. في المصدر : كراهيّة لذلك.

3. مكارم الاخلاق : ١٤.

4. ظهرانى بالفتح أيّ وسطهم.

5. الدكان : شيء كالمصطبة يقعد عليه. والمصطبة : مكان ممهّد قليل الارتفاع عن الأرض ، يجلس عليه.

6. في نسخة من المصدر : أحد.

7. في المصدر : حتّى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه.

8. في المصدر : بين يدى جليس.

9. مكارم الأخلاق : ١٥.

10. الحيى : ذو الحياء.

11. مكارم الأخلاق : ١٦.

12. في نسخة من المصدر : عشيرة.

13. في نسخة من المصدر : الخل.

14. أيّ أنظف.

15. مكارم الأخلاق : ١٦.

16. شيئاً خ ل وفي نسخة من المصدر : لم يكن يسأل رسول الله صلّى الله عليه وآله وفيها فتقول : لا.

17. هذا لا يصحّ لانّ النبى صلّى الله عليه وآله زوّج اُمّ حبيبة سنة سبع من الهجرة وأبوسفيان أسلم عام الفتح في سنة ثمان بعد تزويجه صلّى الله عليه وآله إيّاها.

18. في المصدر : فسأله فقال.

19. في المصدر : فكره النبي صلّى الله عليه وآله قوله ذلك فقال.

20. مكارم الأخلاق : ١٧. وفيه : حتى عرف السرور في وجهه.

 

مقتبس من كتاب بحار الأنوار الجزء 16

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...