أکد مفتی مصر السابق وعضو هیئة کبار علماء الأزهر فی مصر نصر فرید واصل، ان الدواعش فاقوا فی فجورهم وانحرافهم حتی الخوارج وانه لا توجد حقبة زمنیة یحتاج فیها أتباع الأدیان للحوار و التفاهم مثل الوقت الحاضر.
خصوصا بعد حالة التربص والعدائیة المنتشرة بسبب ممارسات خاطئة من بعض أتباع الأدیان السماویة مؤکدا أن ما نعانیه حالیا وما آلت إلیه أحوالنا نتاج لغیر المتفقهین الذین أتیحت لهم الفرصة اتخاذ القنوات الفضائیة ووسائل الإعلام المختلفة منابر لهم فأشعلوا الفتن.
واضاف الشیخ فرید واصل فی لقاء مع صحیفة الرای الکویتیة ان الغرب یخشی «داعش» مخافة أن یأکله الذئب الذی تربی فی أحضانه، وهذا لیس بمستغرب، فلا یخفی علی أحد أن أمیرکا ومن ورائها الغرب یدعّمون الفکر «الداعشی» الذی یسهّل لهم الطریق لغرس أقدامهم فی المنطقة، والقضاء علی الحلم العربی فی الوحدة والائتلاف.
فلا نخدع أنفسنا.. فأمیرکا بإمکانها القضاء علی «داعش» والإرهاب فی ساعات، لکنها لن تَقدم علی هذه الخطوة باعتبار أن «داعش» تخدم أجندتها، فـ«الدواعش» فاقوا فی فجورهم تجاه الإسلام «الخوارج»، فـ«الخوارج» امتازوا عن «الدواعش» بأنهم سعوا للوصول إلی السلطة من دون إفساد فی الأرض.
و حول دور الأزهر فی مواجهة الفکر التکفیری الذی انتشر أخیراً علی أیدی «داعش» وأخواته قال المفتی المصری السابق لا یمکن إلقاء مثل هذه المسؤولیة علی الأزهر فقط، فالدولة بجمیع مؤسساتها مسؤولة عن مواجهة الفکر التکفیری، من خلال دعم الأزهر ومساندته ومد ید العون له، لمؤازرته فی معرکته ضد أعداء الإسلام. وتجدید الخطاب الدینی. علیهم إدراک أن الخطاب الدینی یحتاج إلی التفاعل بین الأزهر وجمیع المؤسسات للتواصل بینهم کالروح مع الجسد. فدعم الأزهر بکل قوة واجب حتی یتمکن من التصدی لغیر المتخصصین الذین یحاولون القیام بدوره فی الدعوة باسم الإسلام والمسلمین، وهذا خطر علی الدولة قبل أن یکون علی الأزهر.
و حول الطریقة التی من خلالها نحمی شبابنا المسلم من الفکر المتطرف قال الشیخ فرید واصل ان الوعی والثقافة هما الحصن الآمن، مع منع غیر المتخصصین من الحدیث فی أمور الدین، فما نعانیه حالیا وما آلت إلیه أحوالنا نتاج لغیر المتفقهین الذین أتیحت لهم الفرصة اتخاذ القنوات الفضائیة ووسائل الإعلام المختلفة منابر لهم خاطبوا منها جموع الناس. فکانت النتیجة أنهم أشعلوا الفتن فی کل مکان ووجّهوا سهامهم إلی علماء الإسلام وشککوا فی کتب التراث الإسلامی لجهلهم بصحیح الدین وعدم إلمامهم بقواعده وأحکامه الصحیحة. رغم أن ما یعرفونه عن دینهم قشور لا ترقی بهم لمخاطبة المسلمین، ما أسهم فی دخول المسلمین نفقا مظلما لا یعلم مداه إلا الله عز وجل. وقد کثرت المطالبات بسن تشریع یمنع غیر المتخصصین إصدار فتاوی أو التحدث فی أمور الدین، صیانة لدیننا الحنیف وحفاظا علی هویتنا الإسلامیة من أولئک المخرّبین الذین یریدون الهدم لا البناء.
و اکد الشیخ الأزهری أن أتباع الأدیان بحاجة إلی حوار حقیقی جاد لوقف الممارسات العدائیة التی تسود بینهم فلا توجد حقبة زمنیة یحتاج فیها أتباع الأدیان للحوار مثل الوقت الحاضر، حیث نتابع التربُّص والعدائیة المنتشرة بسبب ممارسات خاطئة من بعض أتباع الأدیان، فلا یقبل أن یتم تنزیل تصرفات التنظیمات الإرهابیة الحمقاء علی سماحة الاسلام، وینتج عن ذلک قیام بعض الدول الغربیة بمناصبة المسلمین الموجودین العداء، وتقوم بعض التیارات الیمینیة برفض وجود المسلمین بینهم بما یساعد علی إحیاء النعرات الطائفیة والفتن والحروب القائمة علی الخلافات المذهبیة والدینیة.