ان استهداف مسلمين شيعة في بلد آمن ، وفي شهر الرحمة والغفران شهر رمضان الفضيل ، وفي بيت من بيوت الله الامنة ، وفي يوم الجمعة ، وهم في حال السجود لله الواحد الاحد ، هو استهداف لاستقرار وامن الكويت ، وكل تبرير لهذه الجريمة النكراء باي شكل من الاشكال ، ومن قبل اي جهة او شخصية كانت ، هو تغطية للتكفيريين والارهابيين المتربصين بالكويت واهلها ، وفتح ابواب الكويت امام الفوضى والدمار.
جرائم التكفريين في بلدان مثل سوريا والعراق ولبنان واماكن اخرى ، رغم بشاعتها الا انها كثيرا ما تجد من يبررها من الجهات والاحزاب والشخصيات التي تتبنى قراءة مشوهة عن الاسلام ، وهي تبريرات لا تقل بشاعة عن بشاعة الجرائم ذاتها ، الا ان جريمة التكفيريين في مسجد الامام الصادق (ع) في الكويت ، ستُعقّد مهمة جيش المبررين هؤلاء لعدم توفر عناصر التبرير المعهود في الكويت ، والتي كثيرا ما يلجأون اليها لتبرير فظاعات التكفيريين في غيرها من البلدان.
جريمة مسجد الامام الصادق (ع) اثبتت وبشكل لا لبس فيه ، انه لا علاقة بين جرائم التكفيريين بحق المسلمين شيعة وسنة ، وبين ما يُسطّر من تبريرات لها ، فهذه الجرائم لا هدف لها سوى اشاعة الفتن وبث الفوضى وتمزيق المجتمع.
جريمة مسجد الامام الصادق (ع) اثبتت ايضا ان التكفير مثل الفيروس لا يعرف الحدود ، ولابد من اتخاذ جميع التدابير الوقائية من اجل الحيلولة دون انتشاره ، عبر محاصرته في حواضنه وردم البيئات التي ينمو فيه.
ان دماء الشهداء المصلين الصائمين في مسجد الامام الصادق (ع) ، ستحفظ الكويت من الفتنة ، وستعزز الروح الوطنية بين ابنائها ، كما ظهر جليا في حملة التبرع بالدم العفوية التي اعقبت التفجير ، وفي تقاطر كبار المسؤولين الى موقع التفجير ، للتاكيد على ان ما وقع يستهدف الجميع .
الدماء الطاهرة لشهداء مسجد الامام الصادق (ع) ستُسكت اصوات الفتنة ، وستعري المدافعين عنها في الكويت ، امام الشعب الكويتي ، الرافض لدفع بلاده الى اتون الفتنة ، التي لم تجلب سوى الخراب والدمار والفوضى لكل بلد حلت به ، او على الاقل ستخفض من منسوب ارتفاع هذه الاصوات النشاز والشاذة.
ان الدماء البريئة التي اُريقت دون حق لعباد الله وفي بيت الله وفي شهر الله ، ستضاعف من مسؤولية النظام في الكويت ، في التصدي لكل جهة او صوت يدعو للكراهية والبغضاء والطائفية ، كما ستدفع النظام الى ان يصغي للاصوات الوطنية التي حذرت ومازالت تحذر من مغبة التساهل مع الجهات والشخصيات التي تجلب نيران الفتن من خارج الكويت لحرق هذا البلد وبشكل عبثي دون ادنى شعور انساني او ديني او وطني.
ان جريمة مسجد الامام الصادق (ع) ، التي رسمت صورة مشوهة للاسلام ، الذي لا يرعى حرمة لا لبيوت الله ولا لشهر الله ولا لعباد الله ، اكدت من بين ما اكدته ، فشل التحالف الدولي ، وعدم وجود ارادة حقيقة لمحاربة التكفير والارهاب لدى الدول المشاركة فيه ، الامر الذي يتطلب من جميع الدول الاسلامية ، المستهدفة الرئيسية من التكفير والارهاب ، ان تعبأ كل عناصر قوتها العسكرية والامنية والاجتماعية والفكرية والاقتصادية ، وبشكل جاد ومنسق ، من اجل التصدي لسرطان التكفير قبل ان يفتك بالجسد الاسلامي.
أنجع سلاح يمكن ان ترفعه الامة في وجه التكفير، هو الوحدة الاسلامية ، فهذا السلاح كفيل بالقضاء على المشروع الفتنوي ، الذي لا يصب الا في مصلحة عدو الامة الاسلامية الاوحد ، الكيان الغاصب للقدس ، الذي يضحك هذه الايام ملء شدقيه ، على الواقع المأساوي الذي يعيشه المسلمون ، بسبب فظاعات التكفيريين ، وفوضى الفتن الطائفية.