وقال زكي في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس:” يأتي هذا اليوم للتذكير أنه لازال عند العالم قيما وقضايا أخلاقية ومبدئية، وبالتالي لا يجوز وفق هذا الفهم التخلي عن القدس والأقصى المبارك الذي يعد أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين”.
وأضاف:” يشكل هذا اليوم تذكيرًا لكل من يتجاهل معاناة القدس وأهلها، ولم يعد يقيم وزنًا ذا أهمية روحية وعقيدية ووطنية لقضيتها”.
ونبّه زكي إلى أن القدس تتآكل في هذا الظرف الصعب، مشيرًا إلى تنظيم عشرات المؤتمرات القومية والإسلامية لنصرة قضيتها وإسناد أهلها، التي تبرز فيها ظواهر صوتية دون نتائج ملموسة.
وأوضح أنه حال وصول الوفود الرسمية إلى عواصم بلدانهم عائدين من هذه المؤتمرات يتجاهلون كل ما أقروه واتفقوا عليه، وكأنهم رضخوا للاحتلال وسياساته الظالمة.
ولفت زكي إلى أن هذه المواقف الرسمية شجعت العدو الإسرائيلي في التمادي بتهويد القدس، وفرض سياسة الأمر الواقع بالمدينة.
وأبدى القيادي البارز في حركة فتح امتعاضه الشديد من هذه الحقبة التي تُسخر فيها المليارات لقتل العرب والمسلمين بعضهم ببعض من قبل الأنظمة التي نُصبت عليهم، والتي تذعن لأوامر السيد الأميركي، وتنفذ أجندته التي تقوم على الفوضى الخلاقة، وتقسيم المقسم، وافتعال الفتن والقلاقل بالمنطقة.
وأعرب زكي عن أمله في أن يعاد النظر في كل آليات الانتصار لمنهج الإمام الخميني(رض)، بعد هذه العقود من الزمن التي صدح بها بهذه الصرخة المباركة.
وتوجّه بالتحية لروح الإمام الخميني، ذلك الرجل العظيم الذي نقل بلاده من الدوران في الفلك الإسرائيلي والأميركي في عهد الشاه البائد، إلى ثورة تناصب الصهاينة والولايات المتحدة العداء.
ونوه زكي إلى أن الإمام استطاع بذكاءٍ أن يختار يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان في كل عام لهذه المناسبة الهامة، لما لهذا اليوم من دلالاتكبيرة، مبينًا أن الجمعة يعد أفضل الأيام عند الله، ورمضان أفضل الشهور عند الله، ناهيك عن كون القدس بوابة الأرض إلى السماء.
وختم زكي حديثه قائلًا:” هذا الاختيار كان بليغًا، وله دلالات عميقة، وهو يؤكد على عظم وبعد نظر الإمام الخميني (رض)، الذي سنّ طريقًا جهاديًا للقدس إلى أن يتم تحريرها وتخليصها من براثن الاحتلال”.