ثمّن امام جمعة طهران آية الله السيد احمد خاتمي اليوم ، الجهود الشاقة لرئيس الجمهورية والفريق النووي المفاوض في الوقت الذي اشار الى رد قائد الثورة الاسلامية علي رسالة الرئيس روحاني حيث دعا الي دراسة نص الاتفاق النووي بدقة والمضي في مراحله القانونية ، كما شدد على ان ايران الاسلامية لن تدعو للحرب .. لكن اذا اراد الأمريكان فليجربوا حظهم العاثر معنا ، مؤكدا أن من يأتي بالطائرة فلن يعود الا بالتابوت .
و افاد القسم السياسي لوكالة تسنيم الدولية للانباء بأن اية الله خاتمي قال في خطبة صلاة الجمعة بالعاصمة طهران اننا لا نرحب باندلاع نيران اي حرب ، لكن اذا اراد الامريكان ان يجربوا حظهم مرة اخرى .. فلا يترددوا ، و ليعلموا ان جنودهم اذا جاءوا بالطائرة فانهم لن يعودوا الا بالتوابيت .
واضاف آية الله خاتمي : اننا نثمن جهود رئيس الجمهورية و الفريق النووي المفاوض الذين تابعوا مفاوضات شاقة ، واضاف ان هؤلاء الاعزة الذين دخلوا الساحة بنوايا خيرة وتابعوا عملا شاقا ، وكما قلت قبل اسبوعين في خطبة صلاة الجمعة ايضا انهم مقاتلو الجبهة السياسية ونحن نقدر جهودهم .
واشار الي رد قائد الثورة الاسلامية على الرسالة التي بعثها رئيس الجمهورية بعد الانتهاء من مفاوضات فيينا ، وقال : ان قائد الثورة الاسلامية اكد في رده علي رسالة رئيس الجمهورية وكذلك في خطبة صلاة العيد ، علي مسالة دراسة النص الاتفاق بدقة ، و المضي في قنواته القانونية ، لان هذا الامر ، مهم جدا . واضاف خطيب صلاة الجمعة : لابد ان نتحلي بالانصاف في تقييم الاتفاق ، اي ان نكتشف نقاط الضعف والقوة فيه بصورة واقعية ، منوها الى ضرورة عدم اعتبار منتقدي حصيلة المفاوضات بانهم اناس يريدون افشال المفاوضات ، و مؤكدا ان كل نقد بناء يؤدي الى نتيجة سليمة وصحيحة ، و الحيلولة دون ذلك من شانه ان يؤدي الي انسحاب المفكرين والنخب من الساحة.
و شدد اية الله خاتمي على ان مواقف قائد الثورة الاسلامية تعتبر فصل الخطاب في القضايا الاساسية في نظام الجمهورية الاسلامية ، معتبرا هذه المسالة اساسية في الحيلولة دون التشتت والفرقة .
واكد اية الله خاتمي بان القضية النووية ليست قضية فئوية بل قضية وطنية ينبغي للجميع العمل لانجاحها والوصول بها الي النتيجة اللازمة ، لافتا الي ان التوجهات الفئوية لن تخدم القضية ، كما ان قائد الثورة يتابع هذه القضية ببصيرة ثاقبة .
ثم اشار اية الله خاتمي الى الشعارات الرنانة والفارغة التي اخذ الامريكان يطلقونها من بعد انتهاء المفاوضات النووية في فيينا ، قائلا : من الواضح ان اطلاق مثل هذه الشعارات الرنانة انما هو للاستهلاك الداخلي ، واقناع الراي العام العالمي بانهم ابعدوا خطر النووي الايراني 20 عاما ، و انه لم يعد هناك خطرا يهددهم باسم القنبلة النووية الايرانية .
واستطرد السيد خاتمي ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ومنذ انتصار الثورة لم تسعى للحصول على القنبلة النووية ، و ذلك ليس بسبب التهديدات الامريكية الفارغة ، وانما لكون ديننا السمح لا يقبل بذلك.
ووصف التهديدات العسكرية لاوباما، بانها نوع اخر من الشعارات الفارغة ، وقال ، ان هذه الشعارات تعد جزءا من تلك التي تطلقها الادارة الامريكية على الدوام منذ انتصار الثورة الاسلامية الى اليوم ، فتصريحه بانه اذا اقتضت الضرورة سيتم اللجوء الى الخيار العسكري مع ايران ، لا يعد بالامر الجديد ، و اننا لا نرحب باندلاع نيران اي حرب ، لكن اذا اراد الامريكان فليجربوا حظهم مرة اخرى ولا يترددوا ، و ليعلموا ان جنودهم الذين سياتون بالطائرة سيعودون بالتوابيت ، كما عليهم ان يعلموا ان القوات الايرانية ستطاردهم في الحرب البرية الى عمق اراضي العدو .
وفي مقطع اخر من خطبة الصلاة ، اشار اية الله خاتمي الى اعتراض الادارة الامريكية على شعار الموت لامريكا الذي يهتف به ابناء الشعب الايراني على الدوام ، وقال ، ان هذا الاعتراض يبين حماقة اصحابه، عليهم ان يعلموا جذور هذا الشعار ملرتبطة باعمالهم وممارساتهم ، من يتمعن في الجرائم البشعة التي ترتكبها السعودية في اليمن يرى اليد الامريكية تقف ورائها ، ومن يتمعن في الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في المنطقة يشاهد ايضا ان اليد الامريكية تقف ورائها ، اضافة الى ذلك فان الشعب الايراني عانى وعلى مدى نصف قرن من الزمن من ظلم امريكا ، لذا من حق هذا الشعب ان يصرخ ويهتف باعلى صوته “الموت لامريكا” ، و هو الشعار الذي بات الاحرار والثوار في البحرين واليمن يهتفون به ايضا.
وانتقد اية الله خاتمي مواقف بعض وزراء الدول الاوروبية ازاء ايران الاسلامية وقال : ان بعض وزراء الدول الغربية يصرون بكل صلافه على مواقفهم ويقولون اننا نذهب الى ايران لنحذرها بشان «اسرائيل» وهذا ما قاله فابيوس في طهران بصراحة« داعيا في الوقت نفسه المسؤولين الايرانيين الى الاصرار على مواقفهم وعدم التراجع عنها كاصرار الامام الخميني (قدس سره الشريف) الذي قال: “«اسرائيل» غدة سرطانية لابد ان تزول” .
وطالب خطيب الجمعة بطهران الوزراء الاوروبيين بالتخلي عن مواقفهم العدائية وعدم الرجوع اليها منددا بمواقف وزير الخارجية الفرنسي في المفاوضات النووية بين ايران الاسلامية و الدول الست و دعمه للكيان الصهيوني واضاف: اذا اردتم ان تكونوا اصدقاء لهذا الشعب فيجب عليكم مراعاة حرمة هذا الشعب و ان لا تكونوا اصدقاء مع اعداء الشعب الايراني.
واكد خطيب صلاة الجمعة بطهران ضرورة الحذر لان الاميركيين يسعون بخبث لجعل المجتمع الايراني ثنائي القطبية حول القضية النووية وقال ان علينا الحذر كي لا يصبح المجتمع ثنائي القطبية لان هذا الامر يعني اللعب في ارض العدو.
واشار خطيب الجمعة الى العدوان السعودي على اليمن وقال: ان النظام السعودي يواصل منذ اكثر من 124 يوما عدوانه الغاشم بقصف اليمن ولم تبق بنى تحتية في هذا البلد و حصيلة العدوان بلغت 23 الف قتيل وجريح منتقدا بشدة مواقف المنظمات الدولية لحقوق الانسان بشان المجازر التي تركب ضد الابرياء مبينا ان الشي الوحيد الذي يحظى باهتمام هذه المنظمات هو مصالح الاستكبار وليس حقوق الانسان.
ولفت اية الله خاتمي الى مظلومية الشعب البحريني المسلم وقال: ان البحرين تحولت الى سجن كبير لهذا الشعب وان المسلمين في هذا البلد يتعرضون للتعذيب والقتل الا انه يجب ان يعلم الشعب البحريني المظلوم ان دماء الشهداءستكون سندا لانتصارهم.