شهدت قاعدة الحبانية في محافظة الانبار وصول سبع طائرات شحن امريكية تابعة للجيش الامريكي مطلع الاسبوع الحالي تحمل مختلف انواع الاسلحة وسط صمت حكومي و نيابي مستغرب ، و تم توزيع تلك الاسلحة الخفيفة و المتوسطة ، على مسلحين سنة تم تدريبهم من افراد بعض العشائر المتحالفة مع امريكا بذريعة قتال داعش، هم نواة كتائب طائفية مسلحة تستعد امريكا لاسناد قيادتهم الى ضباط كبار من حرس صدام بهدف التحضير لتقسيم العراق و اقامة الاقليم السني في الانبار .
ان هؤلاء المسلحين السنة هم على غرار عناصر الوحدة 30 التي تضم مسلحين سوريين و دربتهم المخابرات الامريكية و ضباط من البنتاغون ، لتنفيذ مشروع تقسيم سوريا الى اقاليم وتامين جيش من المرتزقة بواسطة هؤلاء المسلحين ليكون نواة جيش لتلك الاقاليم ، مضيفة بأن كل ذلك يتم بحجة قتال تنظيم داعش الوهابي التكفيري، كما هو الحال الان في محافظة الانبار.
وكانت مصادر في وزارة الدفاع العراقية كشفت لشبكة نهرين نت الاخبارية، عن تنسيق بين السفارة الامريكية و وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي في فرض رقابة عسكرية استثنائية على الطائرات الايرانية التي تهبط مطار بغداد ، بهدف تفتيش حمولاتها بزعم التاكد من وجود اسلحة على متنها من عدمه سواء كانت طائرات نقل ام طائرات ركاب ، وحتى يتم معرفة حجم و نوعية الاسلحة التي تصل للمطار وفق صفقات اسلحة مبرمة بين بغداد وطهران.
ووفق هذه المصادر فان وزير الدفاع العبيدي ، اقدم على تعيين ضابطين برتب لواء وكلاهما من الطائفة السنية للقيام بمهمة تفتيش حمولات الطائرات الايرانية للتاكد من وجود اسلحة مقدمة للحشد الشعبي من عدمه على متن هذه الطائرات . على صعيد متصل اعتبر ضابط عراقي كبير في وزارة الداخلية يعمل بمطار بغداد ، ان هذا الاجراء من قبل وزارة الدفاع يعد تدخلا في مهام وزارة الداخلية ، وهو تجاوز صريح اقدم عليه وزير الدفاع العبيدي دون علم وزير الداخلية محمد سالم الغبان .
و اكد المصدر ان وجود هذين الضابطين من الدفاع في مطار بغداد ، بات يشكل ازدواجية في عمل السلطات الامنية في المطار ، خاصة وانه لم يسجل اي خرق من الطائرات الايرانية للقوانين العراقية .
وبشان الطائرات الايرانية التي تصل مطار بغداد و تحمل اسلحة للحشد الشعبي ، قال الضابط الكبير ، فانها تصل المطار و يتم اعلام السلطات بها قبل وصولها ، وتصل بشكل رسمي الى الاراضي العراقية ، وهي جزء من صفقات الاسلحة الايرانية للحشد الشعبي تم الاتفاق بشانها مع الحكومة العراقية .
الجدير بالذكر ان الولايات المتحدة جندت مسؤولين عراقيين وعملاء لها في العراق لرصد حجم صفقات الاسلحة التي تصل العراق للحشد الشعبي ، رغم حصولها على نسخ من الاتفاق بين الحكومة العراقية و ايران الاسلامية على تزويد ايران الحشد الشعبي في العراق بالاسلحة لمواجهة تنظيك داعش الارهابي ، فيما الطائرات الامريكية تحلق في سماء العراق و تهبط في قواعد عسكرية للولايات المتحدة في قاعدة عين الاسد و قاعدة الحبانية بمختلف انواع الاسلحة دون ان يجرؤ ضابط في وزارة الدفاع العراقية بالتقرب من الطائرات الامريكية او تفتيش مخازن السلاح في هاتين القاعدتين ، بالرغم من ان تلك الاسلحة تهرب الى تنظيم داعش وبقايا حرس الطاغية صدام حسب شهادات جنود عراقيين وقوات الحشد الشعبي .
وردا على ذلك اكد قيادي في الحشد الشعبي : “سنتعامل مع الامريكا كاعداء اذا اصروا على مؤامراتهم ضد الحشد الشعبي “ ، مضيفا : ”اننا نشعر يوما بعد يوم ان الولايات المتحدة تتورط اكثر فاكثر في محاربة الحشد الشعبي ، حيث لا تكتفي بارسال الاسلحة للارهابيين و بقايا فلول حرس صدام كما جرى في بيجي ، بل وتسعى لعرقلة وصول الاسلحة للحشد الشعبي من الجمهورية الاسلامية بالرغم من انها الحة خفيفة ومتوسطة وتتم ضمن صفقات رسمية موقعة عليها بين الحكومتين العراقية والايرانية ، هذا بخلاف ما تمارسه السفارة الامريكية في بغداد ، من ضغوط على قيادات في الجيش وعلى مسؤولين كبار لعرقلة ايصال الذخائر الضرورية للحشد الشعبي ، كما حدث قبل ثلاثة اسابيع مما اتاح لجماعات داعش الوهابية الارهابية ، شن هجمات على قوات الحشد الشعبي من الفصائل المقاتلة في بيجي من بينها تنفيذ اكثر من 50 عملية انتحارية ، لم يكن هناك اي تكافؤ في النيران المتبادلة بين مقاتلينا الابطال من الحشد الشعبي وارهابيي داعش وفلول البعث ، ولولا ايمان المقاتين بعدالة وقدسية قضيتهم لكان الارهابيون قد نجحوا في استرداد مناطق في بيجي“ .
وتابع قائلا : ”كل هذا التورط الامريكي نعتبره نحن في الحشد الشعبي ، فواتير تستحق على الولايات المتحدة دفع اثمانها في العراق ، ونرجوا ان لا نصل الى يوم يضطرنا الواجب الشرعي الى اعتبار كل هدف امريكي لنا مشروع ، في الوقت الذي نجد انفسنا اليوم ملزمين باستراتيجية واحدة وهي قتال عدو واحد وهو داعش و فلول البعث ، والخيار هو للامريكيين بين ان يتراجعوا عن مواقفهم المعادية للحشد الشعبي وبين اصرارهم في المضي على شن حرب خفية مخابرات وعسكرية ضد الحشد الشعبي “ .