فوائد الذهاب إلى المسجد والجلوس فيه
روي عن الإمام عليّ عليه السلام: “من اختلف إلى المسجد أصاب إحدى الثمان: أخاً مستفاداً في الله، أو آية محكمة، أو رحمة منتظرة أو كلمة ترّده عن ردى، أو يسمع كلمة تدلّه على هدى، أو يترك ذنباً خشية أو حياءً”9.
وفي رواية عنه عليه السلام: “لا يرجع صاحب المسجد بأقلّ من إحدى ثلاث: إمّا دعاء يدعو به يدخله الله به الجنة، وإما دعاء يدعو به ليصرف الله به عنه بلاء الدنيا…”10.
وللجلوس في المسجد فوائد منها:
1– الجلوس عبادة: ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “الجلوس في المسجد لانتظار الصلاة عبادة“11، وفي رواية أخرى قال صلى الله عليه وآله وسلم: “كلّ جلوس في المسجد لغو إلّا ثلاثة: قراءة مصلّ، أو ذكر الله، أو مسائل عن علم”12.
7- الميرزا النوري، مستدرك الوسائل، ج3، ص363.
8- بحار الأنوار، ج1، ص185.
9- الشيخ الصدوق، الأمالي، ج318، ص 16.
10- وسائل الشيعة، ج3، ص477.
11- م.ن ص85.
12- م.س، ج4، ص118.
2– تسبيح الأرض: روي عن الأمام الصادق عليه السلام: “من مشى إلى المسجد لم يضع رجلاً على رطب ولا يابس إلا سبّحت له الأرض إلى الأرض السابعة“13.
شكوى المساجد
ورد في العديد من الروايات: “ثلاثة يشكون إلى الله عزّ وجلّ: مسجد خراب لا يصلّي فيه أهله، وعالم بين جهّال، ومصحف معلّق قد وقع عليه الغبار لا يُقرأ فيه“. هذا وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام شكوى المساجد على جيرانها: “شكت المساجد إلى الله تعالى الذين لا يشهدونها من جيرانها، فأوحى الله عزّ وجلّ اليها: وعزّتي وجلالي لا قبلت لهم صلاة واحدة…”14. بل يستفاد من الروايات أنّه لا صلاة كاملة ـ من ناحية الثواب ـ لجار المسجد إلا في المسجد.
فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: “ليس لجار المسجد صلاة إذا لم يشهد المكتوبة في المسجد، إذا كان فارغاً صحيحاً”15.
فهذه الرواية تؤكّد على ضرورة أداء الصلاة في المسجد، وتحثّ جار المسجد على حضور صلاة الفريضة فيه ما لم يكن معذوراً لمرض أو غيره من الأعذار الشرعية.
من هو جار المسجد؟ ربما يتصوّر بعض الناس أنّ الجار هو من كان بيته ملاصقاً للمسجد، ولكنّ الروايات تفسرّه بأوسع من ذلك بكثير، حيث اعتبرت أنّ الجيرة تمتدّ لمسافة أربعين داراً، ففي الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام: “حريم المسجد أربعون ذراعاً والجوار أربعون داراً من أربع جوانبها“16. وبعضها فسَّر الجار بأنّه من سمع النداء “أي الأذان”، فعن أمير المؤمنين عليه السلام: “لا صلاة لجار المسجد
13- وسائل الشيعة، ج5، ص200.
14- م.ن، ص196.
15- م.ن، ص195.
16- م.ن، ص202.
إلاّ في المسجد، إلاّ أن يكون له عذر أو به علّة، فقيل: ومن جار المسجد يا أمير المؤمنين؟ قال: من سمع النداء“17.
ويقول الإمام الخميني قدس سره: “لا تهجروا المساجد فإنّ ذلك هو تكليفكم”18.
فإذا كان المسجد هو محور حركة الإنسان المؤمن الرساليّ فهجره والتخلّي عنه يعني تفكّك نواة الإسلام وتشتّت المجتمع الإسلاميّ، وهو من أخطر الأمراض الداخلية التي يمكن أن يبتلي بها هذا المجتمع. حتّى اعتبر الإمام الخميني قدس سره أنّ بقاء الإسلام يعتمد على حفظ دور هذه المساجد! يقول قدس سره: “إنّ حفظ المساجد من الأمور التي يعتمد عليها وجود الإسلام اليوم“19.
الولاية الاخبارية