اعتبر آية الله مكارم شيرازي أن ما يتعرض إليه الإسلام عديم النظير في التاريخ، قائلا: “مسؤولية الحوزة هي البرمجة لصد هذه الهجمات وعليها أن تغتنم النخب لهذا الغرض”.
آية الله ناصر مكارم شيرازي أعلن خلال حفل تكريم الفائزين في المسابقات العلمية لطلاب العلوم الدينية الذي أقيم في مدرسة أمير المؤمنين(عليه السلام) “أنتم نخب الحوزة العلمية الطاقات الفاعلة للعالم الإسلامي ووفقني الله لزيارتكم” وبيّن أنه “أتمنى أن تصبحوا فقهاء وعلماء بارزين وشخصيات تخدم الإسلام ومدرسة أهل البيت(ع)”.
وأضاف أنه “على طلاب العلوم الدينية أن يتحلوا بالملكات الأخلاقية إلى جنب تحصيل العلم”، معتبرا أن “الإسلام انبثق في مجتمع مليء بالجهل والخرافات والتسمية التي تم اختيارها لهذه الحقبة الزمنية خير دليل على هذا الأمر”.
وتابع ” قد أصبح هذا المجتمع مستودع العلم وكان من معجزات النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) أنه استطاع أن يستخرج العلم من هذا المجتمع الجاهلي”.
وأشار آية الله مكارم شيرازي في جانب آخر من كلمته إلى وصايا الإمام علي(عليه السلام) في فضل العلم، قائلا “لقد قال أمير المؤمنين(عليه السلام) إذا كان الاقتصاد عمود الأمم لكنه ضئيل أمام العلم والعلم خير من المال العلم يحرسك و أَنت تَحرس المال والمال تنقصه النّفقة وَ العلم يزكوا عَلَى الإِنفاق”.
وبيّن أن من الأمور التي ينبغي أن يهتم بها طلاب العلوم الدينية التدريس لأن التعليم يرسخ العلم لدى المعلم، مضيفا “أننا نعظّم ونبجل المرحوم الشيخ الطوسي بعد ألف سنة وننتفع بعلمه وهذا يدل على فضل العلم”.
وتابع “إن ثروة كل بلد طاقاته الإنسانية وقد رأينا أن يابان وألمانيا انهارتا بعد الحرب العالمية الثانية إلا أنهما بعد مدة قصيرة وبفضل طاقاتهما البشرية اجتازتا الأزمة وأصبحتا من البلدان المتقدمة إقتصاديا”.
وشدد الأستاذ في الحوزة العلمية بقم على الدور الذي تلعبه النخب في العالم الإسلامي، قائلا “مهما اعتنى مسؤولو المجتمع والحوزات العلمية وأساتذة الحوزة بالنخب لا يعد كثيرا وعلينا أن نربي النخب بحيث تلبي احتياجات المجتمع”.
وأردف أن “الإسلام طوال التاريخ لم يتعرض إلى الهجمات التي يتعرض إليها اليوم” معتبرا أن “في الوقت الراهن تعمل آلاف الإذاعات والصحف ضد الإسلام ومدرسة أهل البيت(ع) بصورة مستمرة وهذا ما يجعل على عاتقنا مسئولية كبيرة”.
وقال آية الله مكارم شيرازي إنه “علينا أن نتجنب الانفعال في مواجهة هذه الهجمات، هذا ورغم مؤامرات الأعداء مدرسة أهل البيت(ع) تزداد إقبالا وانتشارا وعلى الحوزة أن تربي النخب لمواجهة هذه المؤامرات والهجمات”.