أسبوع واحد كان كفيلا بإنهاء هالة “داعش” الذي توعد مرارا وتكرارا بأن تبقى بيجي “عصية” على القوات العراقية. وفي واقع الحال فان ذلك يعود لموقع المدينة الإستراتيجي المؤدي إلى ثلاثة معاقل مهمة للتنظيم وهي قضاء الحويجة بمحافظة كركوك من الجهة الشرقية وقضاء حديثة التابع للأنبار من الجهة الغربية، فضلا عن قضاء الشرقاط الواقع إلى الشمال من بيجي، وفقاً للسومرية نيوز.
كما تقع بيجي على مقربة من مصفاة النفط الأكبر في العراق والتي تبعد 150 كيلومترا فقط عن الموصل عاصمة محافظة نينوى التي تخضع لسيطرة “داعش” منذ حزيران 2014.
وأعلن رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي في (12 تشرين الأول 2015)، عن انطلاق المرحلة الثانية لعمليات “لبيك يا رسول الله الثانية” لتحرير كامل محافظة صلاح الدين بما فيها مصفى بيجي. وكانت المرحلة الأولى من العمليات قد شملت تحرير مدينة تكريت.
انتزاع “قلعة داعش”
ونقلت السومرية نيوز عن الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري قوله: إن “بيجي كانت عنوانا لمعركة أرادها أبو بكر البغدادي أن تكون معركة فاصلة لأنه كان يعتقد أنها قلعة حصينة للدواعش، لكن أبناء الحشد الشعبي والجيش البطل والشرطة الاتحادية تمكنوا من انتزاعها من التنظيم”.
واضاف العامري، أن “العمليات في بيجي كانت واسعة وحققت جميع الأهداف المرسومة وأن العدو لم يستطع الصمود أمام ضربات المجاهدين الشرسة”.
ووفقا لخبراء في الشأن الأمني فان تحرير بيجي يمثل ضربة قاصمة للتنظيم على الصعيد الميداني وخسارة فادحة قد تهدد مصيره في الشرقاط والحويجة، لاسيما بعد انطلاق عملية عسكرية واسعة في منطقة الفتحة شمال تكريت للسيطرة على الطريق الرابط بين تكريت ومحافظة كركوك.
وفق ذلك، اكد المتحدث باسم الحشد الشعبي النائب احمد الأسدي للسومرية نيوز، إن “خسارة داعش في بيجي جعلته يستقتل ويستميت بالدفاع عن منطقة الفتحة كونها تعد معقلا إستراتيجيا بالنسبة له، لكننا سنستمر في قتاله حتى طرد عناصره من هذه المنطقة الحساسة”.
ويتوقع الأسدي أن تتمكن القوات العراقية ومقاتلي الحشد الشعبي من حسم معركة الشرقاط المرتقبة وتحرير القضاء بصورة سريعة، كما في بيجي.
تحرير بيجي يربك “داعش” في الموصل
وتشهد مدينة الموصل اضطرابا غير مسبوق بعد تحرير بيجي، وفقا لمحمود سورجي المتحدث باسم الحشد الوطني الذي اكد، أن “داعش” بدأ بالانهيار في الموصل وهناك اختفاء شبه تام لمسلحي التنظيم داخل المدينة.
واوضح سورجي أن “بشائر النصر أثرت بشكل فعال على رفع معنويات المواطنين داخل الموصل”، مبينا أن “هناك نقمة شديدة لدى المواطنين تجاه داعش”.
ويتابع أن “الموصل تشهد معارك شبه يومية بين مسلحي التنظيم من المهاجرين الأجانب والمسلحين المحليين، وأن هناك العديد من المسلحين الأجانب بدأوا بنقل أسرهم إلى سوريا”، مطالبا في الوقت ذاته الحكومة بـ”ضرورة استمرار زخم الهجوم باتجاه الموصل وفتح الجبهات الشرقية والغربية والشمالية من المدينة لمحاصرة داعش”.
وكانت هيئة الحشد الشعبي، أعلنت الاثنين، عن تحرير بيجي بالكامل، وأكدت أن مقاتليها تمكنوا من طرد عناصر تنظيم “داعش” من أحياء القضاء.