النتائج المحتملة على صعيد وضع حد للأزمة السورية وفقاً لمجلة “نيوزويك” الأميركية حول لقاء فيينا الأخير.
في تقرير حمل عنوان “محادثات فيينا بشأن سوريا: بداية النهاية؟” تشير “نيوزويك” إلى أنه، ومنذ الاتفاق النووي بين الغرب وإيران، قامت روسيا بتدخل عسكري غير مسبوق بالعمل على نحو فعال باعتبارها القوة الجوية لنظام الرئيس بشار الأسد في مهاجمة قوات (تنظيم) داعش، فضلا عن تلك المعارضة الأكثر اعتدالا. وبحسب المجلة الأميركية، فقد “عزز ذلك التدخل الرئيس السوري، ولكنه في الوقت نفسه، تركه مدينا بشكل جدي وأساسي للرئيس فلاديمير بوتين. ولم يكن مفاجئا، بالتالي، أن نرى الرئيس السوري، وقد استدعي إلى موسكو الأسبوع الماضي لإجراء محادثات مع بوتين الذي بدا وكأنه يضيف ميزة إلى مناقشات الزعيمين يفتقد إليها حتى الآن.”
ويذكر تقرير “نيوزويك” الذي أعده لورد مايكل ويليامز أوف باجلان، أن النتائج الرئيسية لمحادثات موسكو تظهر أنها قد جرت من أجل تمهيد الطريق لعقد اجتماع دولي كبير بشأن الصراع السوري في العاصمة النمساوية، مضيفا “في البداية أشير إلى أن روسيا والولايات المتحدة سوف يضم إليهما إيران والمملكة العربية السعودية، وكذلك الأطراف السورية، ولكن ذلك سرعان ما توسع ليشمل تركيا ومصر.”
ويستعرض الباحث الزائر في تشاتام هاوس (للدراسات)، مشاركة كل من بريطانيا وفرنسا، إلى جانب ألمانيا وإيطاليا، وكذلك الإمارات وقطر في اللقاء، ويعتبر أن مثل هذا المؤتمر سوف يكون الأول من نوعه منذ فشل مؤتمر جنيف في كانون الثاني/ يناير عام 2014.
كذلك، يتوقف تقرير “نيوزويك” عند مسألة بالغة الأهمية تميز لقاء فيينا الأخير عن مؤتمر جنيف في كانون الثاني/ يناير عام 2014، ويقول: “فشل ذلك المؤتمر جاء بسبب مطالب الولايات المتحدة والسعودية باستبعاد إيران. أما بعد (توقيع) الاتفاق النووي مع إيران، فإن لم يعد ذلك ممكنا. فإيران قد خرجت لتوها من البرد (العزلة).”
ويتابع التقرير مركزا على حضور إيران في لقاء فيينا: “علاوة على ذلك، ربما يرى الرئيس باراك أوباما، ومع بقاء أكثر من عام بقليل له قبل مغادرته منصبه، اجتماع فيينا كأفضل فرصة للدفع قدما باتفاق سلام بشأن الصراع الذي بلغ حدا أقصى من الشقاء خلال فترة حكم إدارته.
بالنسبة لإيران، يمثل الاجتماع أول ظهور لها في المناقشات الدولية بشأن سوريا على نحو يؤكد نفوذها الإقليمي المتعاظم في تحقيق انفراجة ديبلوماسية طال انتظارها. وقد أقام وزير خارجيتها النشيط، محمد جواد ظريف، علاقات ممتازة مع نظرائه، مثل وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير.”
ثم يأتي كاتب التقرير على ذكر النقطة الأكثر إشكالية في مسار المحادثات في فيينا، ويقول: “لكن التغيير كان ضروريا في بلد آخر، المملكة العربية السعودية. فقد شهد صعود الملك سلمان إلى سدة العرش أيضا، بعد وفاة الملك عبد الله، اعتزال وزير الخارجية السعودي المخضرم سعود الفيصل، واستبداله بعادل الجبير. وقد استدعي وزير الخارجية السعودي الجديد عادل الجبير إلى موسكو، على عجل، على الرغم من أن مواقف البلدين حول سوريا بقيت متباعدة للغاية. هذا البغض السعودي للدكتاتور السوري يجعل من الصعب تصور أن السعودية تؤيد بقاء الأسد في السلطة لأي فترة زمنية يعتد بها إذا ما جرى التوصل إلى اتفاق سلام.”
ويضيف: “في حين فشلت العلاقات الروسية السعودية في تحقيق تقدم جوهري، فإن موسكو ليست من دون أصدقاء في العالم السني. الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتمتعان بعلاقة شخصية قريبة، ويتشاركان عدم ثقة عميق بـ (تنظيمات) الإخوان المسلمين. وفي حين لا تعد من معجبي (أو مناصري ) الرئيس السوري، فإن مصر تعد حذرة بما لا يقاس بالدول العربية الأخرى بخصوص مقاربتها للتغيير في سوريا.”
من وجهة نظر باجلان، فإنه، ومن بين جميع البلدان الحاضرة في اجتماع فيينا، “تعد مشاركة الولايات المتحدة الأميركية الأكثر أهمية.” ويختم الكاتب تقريره بالعبارة التالية: “انطلاقا من حافز نجاح الاتفاق النووي مع إيران، يبدو وزير الخارجية الأميركي جون كيري وكأنه يعد الأرضية بالفعل لاستكمال (مسار) لقاء فيينا. وفي حال تجنب المشاركون انهيار (المحادثات)، فإن عملية السلام في سوريا ربما تكون قد بدأت.”
* تقرير مجلة “نيوزويك” الأميركية، بتاريخ 30 تشرين أول/ أكتوبر 2015، ترجمة: خضر سعاده خرّوبي – “النور”