الرئيسية / تقاريـــر / حوار مع رئيس مؤسسة الإنقاذ التركمانية العراقية حول أحداث طوزخورماتو الأخيرة

حوار مع رئيس مؤسسة الإنقاذ التركمانية العراقية حول أحداث طوزخورماتو الأخيرة

أجرى موقع “الوقت” الإخباري الحوار التالي مع الدكتور علي أكرم البياتي رئيس مؤسسة الإنقاذ التركمانية العراقية بشأن الاحداث الأخيرة التي حصلت في قضاء “طوزخورماتو” التابع لمحافظة صلاح الدين، والذي يضم أيضاً مناطق آمرلي و بسطاملي و سليمان بيك و قادر كرم.

الوقت: هل لكم أن تبينوا لنا ما حصل في قضاء (طوزخورماتو) أخيراً، والذي أدى إلى اندلاع اشتباكات بين قوات الحشد الشعبي و قوات البيشمركة التابعة لإقليم كردستان؟

الدكتور البياتي:كما تعلمون يعتبر قضاء “طوزخورماتو” من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية في بغداد وإقليم كردستان العراق والتي ورد ذكرها في المادة ١٤٠ من الدستور العراقي، ولهذا كان المسؤولون الأكراد ينتظرون الفرصة لإلحاق هذا القضاء بالإقليم، خصوصاً بعد الفوضى التي حصلت إثر إحتلال تنظيم داعش الإرهابي لمحافظة الموصل والمناطق القريبة منها خصوصاً التابعة لمحافظة كركوك. وما حصل أخيراً في “طوزخورماتو” جاء في سياق مساعي إقليم كردستان لضم هذه المناطق إلى الإقليم.

الوقت: كيف تصفون الأوضاع حالياً في “طوزخورماتو”، وهل تتوقعون أن تُثار الأزمة من جديد في المستقبل؟

الدكتور البياتي: الأوضاع في القضاء الآن، آمنة إلى حد ما و شبه مستتبة، بإستثناء بعض الحالات، واسمحوا لي هنا أن أتوجه بالعتب للحكومة المركزية في بغداد لأنها لم تسارع في إرسال قوات للسيطرة على الأوضاع في القضاء، و التي أدت إلى حصول اشتباكات بين قوات الحشد الشعبي و قوات البيشمركة، ولكنها أرسلت فيما بعد وفداً سياسياً و أمنياً لتطويق المشكلة. وأمّا بالنسبة للشق الثاني من السؤال، لا استطيع الجزم بأن المشكلة لن تتكرر في المستقبل، و يمكن القول أن الوضع أشبه بـ “نار تحت الرماد” والتي يمكن أن تنطلق شرارتها في أي وقت، لاسيما مع وجود بعض الأطراف التي تسعى للتصيد بالماء العكر لتحقيق أهداف سياسية و مصالح حزبية وفئوية ضيقة على حساب دماء العراقيين وعلى حساب أمنهم و استقرارهم. و أود أن أؤكد بأننا كتركمان ليست لدينا أي مشكلة مع أكراد إقليم كردستان، بل على العكس تربطنا معهم  وشائج اجتماعية منذ أقدم الأزمان، ولكن المشكلة تكمن في طموح بعض الأطراف الكردية و أخص بالذكر القيادية منها للسيطرة على كركوك بدعم من الإدارة الأمريكية، و محاولة توظيف الظروف المعقدة الحالية لتحقيق هذا الهدف.

ولا يفوتني هنا – والكلام لرئيس مؤسسة الإنقاذ التركمانية – أن أذكر ان قضية “طوزخورماتو” تأتي ضمن سلسلة هجمات تشن على القضاء بين الحين و الآخر من قبل بعض الأطراف الكردية التي فضّلت اللجوء إلى القوة للتوسع خارج إقليم كردستان و لم تدع فرصة كافية لحل المشكلة بالطرق السلمية و وفقاً للدستور العراقي و بما يرضي أهالي القضاء دون الإنحياز إلى طرف دون آخر. و أشير هنا إلى أن التركمان يشكلون نحو ٥٠% من سكان القضاء، فيما يشكل العرب ٢٥ % و الأكراد ٢٥ %. وحصلت إعتداءات كثيرة في القضاء على العديد من الدوائر الحكومية و بعض الشخصيات الإجتماعية والسياسية، كما تم  استهداف العديد من الكفاءات العلمية من  قبل عناصر إرهابية مرتبطة بتنظيم “القاعدة” أو جماعات إرهابية أخرى قدِمت من خارج القضاء. وكان الأحرى بالجانب الكردي – والحديث لازال لرئيس مؤسسة الإنقاذ التركمانية – توفير الحماية لقضاء “طوزخورماتو” وحفظ الأمن والاستقرار فيه وعدم تعريضه لخطر الإرهاب بسبب طموحات بعض الأطراف لضم القضاء أو كركوك بكاملها إلى إقليم كردستان.

الوقت: سؤالنا الأخير يدور حول جهود التركمان و تحديداً جهود “مؤسسة الإنقاذ التركمانية” في التصدي لعصابات داعش الإرهابية؟

الدكتور البياتي: منذ بدء أزمة إحتلال الموصل من قبل عناصر هذا التنظيم  و بمساعدة فلول حزب البعث المنحل، سارع التركمان جنباً إلى جنب كافة العراقيين لتلبية نداء المرجعية الدينية بتشكيل قوات الحشد الشعبي لمواجهة الهجمة الشرسة التي يشنها داعش الإرهابي على العراق والمنطقة بشكل عام. وقد تمكنت فصائل الحشد التابعة للتركمان من تحقيق انتصارات مهمة في مناطق مختلفة لاسيما في محافظة كركوك بينها (آمرلي وسليمان بيك) رغم قلة الامكانات. وهنا أود الإشارة أيضاً إلى أن التركمان لم تكن لديهم أي أسلحة قبل إندلاع أزمة إحتلال الموصل، ما تسبب بتعرض المناطق التي يسكنها التركمان ومن بينها قضاء تلعفر في محافظة الموصل و الكثير من المناطق التابعة لمحافظة كركوك للعديد من العمليات الإرهابية التي راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين الأبرياء.