قال السيناتور الاميركي ليندسي غراهام الذي يقوم بزيارة الى انقرة ان الادلة الواضحة بان وحدات حماية الشعب الكردية لها ارتباط مع حزب العمال الكردستاني، مشددا على ضرورة التعامل مع مشكلة وحدات حماية الشعب الكردية بشكل يرضي تركيا.
– تحول جديد في السياسية الاميركية تجاه اكراد سوريا، يكشف عنه السيناتور الجمهوري غراهام الذي يشكل جناحا داخل دوائر صنع القرار الاميركي.
– زيارة غراهام المستعجلة الى انقرة جاءت لترمم ما افسده مستشار ترامب للامن القومي جون بولتن خلال زيارته الاخيرة الى انقرة بقوله ان “الانسحاب الاميركي من سوريا لن يحدث حتى تضمن تركيا سلامة المقاتلين الأكراد”، ليأتي الرد سريعا من اردوغان بان بولتن “ارتكب خطأ فادحاً” ، وفي حين اعرض اردوغان عن لقاء بولتن رغم طلب الاخير مقابلته، تراه يرحب بغراهام ويلتقي به اضافة الى لقائه بكبار رجال الدولة التركية كوزير الخارجية ووزير الدفاع ووزير الاستخبارات.
– تصريحات غراهام النارية ضد وحدات حماية الشعب الكردية تظهر بشكل جلي رغبة واشنطن في رسم تفاهمات جديدة مع انقرة حول المنطقة ، حتى وان كان ذلك على حساب الاكراد انفسهم التي تدعي انها حليفتهم ، وقد تكون من خلال اعطاء الاتراك املا في تحقيق حلمهم حول انشاء المنطقة العازلة والتي ستمتد على طول 460 كيلومترا من الحدود التركية مع سوريا وبعمق 32 كيلومترا، وتضم مدنا وبلدات من محافظات حلب والرقة والحسكة ذات الغالبية الكردية.
– وعلى ما يبدو فان الاميركيين ايقنوا تماما بانهم خسروا اكراد سوريا كحليف استراتيجي بعد التقارب الذي حصل بين القيادة الكردية ودمشق جراء اعلان ترامب التخلي عنهم والانسحاب من سوريا، وعلى هذا الاساس يرى اصحاب القرار في اميركا في التقارب مع انقرة ضرورة ملحة للحفاظ على المصالح الاميركية في المنطقة.
– كما يرى مراقبون ان التحول الاميركي تجاه انقرة يؤكد فشل السياسة الاميركية السابقة في المنطقة وخروجها خالية الوفاض من سوريا، وهذا ما دفع غراهام للارتماء في احضان اردوغان محاولا دق مزيد من الأسافين في نعش العلاقة التركية الروسية، مستبقا اللقاء الشخصي الذي سيجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي الذي تراهن عليه موسكو، للوصول الى تفاهمات جديدة في الشمال السوري، وتطلق رصاصة الرحمة على المشروع الاميركي الذي بات يلتقط انفاسه الاخيرة.