ما هو الأهم في تفسير سلوك الانسان: الطبيعة أم الوراثة؟
السؤال / عبد الكريم / امريكا
ما هو الأهم في تفسير سلوك الأنسان
هل الطبيعة ام الوراثة
الجواب
الأخ عبد الكريم المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكل منهما دور في تفسير سلوك الإنسان، الطبيعة الانسانية هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها لا تبديل لخلق الله تعالى، فالإنسان لو خُلّي وطبعه لتصرف طبقاً لما تمليه عليه سجيته البشرية وغرائزه الحياتية حتى وقت ظهور العقل، وبعد ظهور أثر العقل فيه يتغير هذا السلوك ليتناسب مع المصالح والمفاسد والمنافع والمضار التي تواجهه في الحياة، والوارثة أعم مورداً من الطبيعة وأدنى تأثيراً منها، ولكن تأثيرها لا ينكر فمورثات السلوك (على فرض ان للوراثة تأثيراً فيه، فإن هنالك من ينفي ذلك) قد تحصل بأسباب متنوعة، وقد دلّ الدليل أن بعض الخصال السلوكية والأخلاقية يمكن ان تورث من الآباء الى الابناء، مع العلم بـأن السلوك غالباً يمكن تهذيبه وتقويمه من خلال التربية التي لا ينكر دورها كذلك على صعيد الفرد والمجتمع، فرب سلوك مكتسب من خلال منهج تربوي صحيح أو خاطيء ينتقل بالوراثة من جيل إلى آخر… وهنالك أيضاً ما يسمى بالأثر الوضعي في ظهور بعض الخصال، فعلى سبيل المثال إن لقمة الحرام لها تأثير ملحوظ في السلوك المنحرف لبعض الافراد الذين لا يتناهون عن أكل المحرمات أو العيش بالمال الحرام، بل إن أثر لقمة الحرام قد ينتقل إلى الذرية ويبتلى الابناء بها فهاهنا قد تضافرت وتعاونت عناصر كثيرة في رسم سلوك الانسان وصياغة تصرفاته، فللطبيعة دور وللوراثة دور آخر مثلما أن للتربية دور وللأثر الوضعي دور ثانٍ.
ودمتم في رعاية الله