في السنوات التي تلت فترة الدفاع المقدس (الحرب العراقية المفروضة على الجمهورية الاسلإمية في إيران) ونظرا للحاجة الضرورية للقوات الجوية الايرانية “هوانا” والقوات البحرية الإيرانية “نداجا” لتحديث وتعزيز أسطولها الحربي، وضعت تصاميم خاصة في هذا المجال استطاعت انناج حوامات متطورة حيث خرجت بعض هذه التصاميم الى حيز الواقع.
وقد تم إنتاج حوامة عسكرية جديدة وسميت باسم (يونس 6) وهي واحدة من هذه التصاميم الخاصة للحوامات الصغيرة التي لها قابلية حمل 6 اشخاص على متنها ومصنوعة من مادة مكثورية.
وتم انتاج هذه الحوامة من قبل وزارة الدفاع الايرانية وسلم اعدادا كبيرة منها للقوات المسلحة الإيرانية لتعزيز قدراتها العسكرية الى حد بعيد.
وذكر تقرير القسم الدفاعي والاستراتيجي لوكالة “مشرق” الاخبارية، ان الاستفادة من المادة المكثورية، هي واحدة من اهم المكونات الرئيسية لانتاج التجهيزات العسكرية في الوقت الحاضر، والتي لاقت في السنوات الاخيرة ازدهار كبيرا في العالم.
وتتميز هذه المادة بطول العمر وقوة المقاومة امام الظروف البيئية المختلفة وخفة الوزن والحركة وانخفاض مستوى تعرضها للاشعة تحت الحمراء والذبذات الرادارية، بالاضافة الى سهولة إصلاحها وترميمها.
*صورة لحوامة يونس 6 الايرانية
ان زورق “تندرو” السريع السير يعتبر من اشهر العوامات العسكرية الايرانية والتي صنع هيكلها من المادة المكثورية، كما ان زوارق “تندرو” و”سراج1″ السريعة السير والقاذفة للصواريخ، تعتبر من الزوارق السريعة وناجحة لدرجة ان تشكيل سلاح البحر بالحرس الثوري تم على اساسها وان هذا النجاح مازال يسهم في ايجاد تطور في عقيدة المجالات المختلفة.
لقد نجحت إيران في الحصول على نسخة من من زورق بليدرانر” واستطاعت استنساخه وتصنيعه واستعمال المادة المكثورية في صناعته، حيث يعتبر زورق “بليدرانر” احد اكثر التجهيزات التي مرت بتطورات وانضمت اخيرا الى المؤسسة القتالية للقوات المسلحة الايرانية.
*زورق سراج 1
ان المادة المكثورية لهذه الحوامات والطوافات الايرانية مصنوعة من مواد بوليمرية كمادة اساسية بالاضافة إلى استخدام الألياف الزجاجية لارتقاء مستوى مقاومتها.
ان الحوامات تعتبر قسما مهما وكبيرا من الطوافات التي تعمل في خدمة القوات البحرية الايرانية لاسيما في مجال العمليات العسكرية البحرية-البرية والتي تم استخدام المادة المكثورية، بشكل اساسي في صناعتها.
بالطبع ان هذه التقنية لم تقتصر استخدامها في صناعة الحوامات فقط، فلقد تم الاستفادة منها في المجالات التجارية والترفيهية ايضا.
*صورة لإحدى الحوامات الايرانية
يعود تأريخ الاستفادة من الحوامات في الجمهورية الإسلامية في إيران إلى قبل انتصار الثورة الاسلامية فيها الا ان الحاجة الضروية إلى هذه التجهيزات العسكرية المهمة دفع المتخصصين العسكريين في البلاد الى بذل جهودهم من اجل حيازة تقنية تصنيع هذه الحوامات حيث استطاعت ايران تدشين خط انتاج حوامة عسكرية جديدة تستطيع اداء المهام الموكلة اليها في مختلف المناطق والظروف، وكانت من بين هذه الحوامات هي حوامة سميت باسم (يونس 6) التي تستطيع اداء مهام الدعم والاسناد والانقاذ والمراقبة في البر والبحر والانهار والمستنقعات والمناطق المغطاة بالثلوج، وهذه الحوامة تحمل على متنها ستة اشخاص.
*حوامة “يونس 6”
ومن مشاريع إيران العسكرية في مجال صناعة الحوامات، هو مشروع صناعة حوامة “تندر” القتالية والتي لها القدرة على اجتياز مناطق وعرة للغاية، ومزودة بانظمة الالكترونية وقتالية متطورة تعزز قدرات القوات الإيرانية في العمليات الحربية البحرية.
ولقد نجح في الآونة الأخيرة المتخصصين الإيرانيين في مجال انتاج الحوامات، في التوصل إلى انتاجها على نوعين، الاولى تستخدم في العمليات الحربية واطلق عليها “تندر” والثانية لعمليات النقل.
*حوامة “انقاذ واغاثة” ايرانية الصنع
النوع غير العسكري لهذه الحوامات الإيرانية هي تلك التي خصصت لعمليات الانقاذ والاغاثة.
ان هذه الحوامات مصنوعة ايضا من “مادة مكثورية” اما مواصفاتها، فيبلغ طولها 20متر، وعرضها 8.4متر، ارتفاعها 4.55متر، ولها امكانية حمل 22 مسافرا و20طنا من المواد. وتستطيع هذه الحوامات الإيرانية السير بسرعة 80 كيلومترا في الساعة.
اما مواصفات النوع الاخر لهذه الحوامات الإيرايية والتي صنعت من قبل القوات المسلحة الايرانية فهي تلك التي خصصت لتنفيذ عمليات الحمل والنقل العسكري، حيث يبلغ طولها 25.8 مترا وعرضها 13مترا، وارتفاعها 5.9مترا ولها امكانية حول 8 اطنان من المواد.
كما ان المادة الاساسية المستخدمة في صناعة هذه الحوامات هي المادة المكثورية، وتبلغ سرعتها 90 كلم في الساعة.
*حوامة لوجستية إيرانية
أخيرا فان هناك نقطة جديرة بالذكر في هذا المجال، وهي ان الحوامات السابقة الموجودة في إيران كانت بشكل عام مخصصة لحمل الافراد، اما النماذج الجديدة التي صنعت بعد انتصار الثورة الاسلامية المباركة، فلقد صنعت خصيصا لعمليات الحمل ودعم القوات المسلحة.