الرئيسية / تقاريـــر / تصريحات بن سلمان تراجع نسبي في وتيرة الأزمة – السفير

تصريحات بن سلمان تراجع نسبي في وتيرة الأزمة – السفير

توقفت الصحف اللبنانية الصادرة يوم الجمعة عند إعلان وزير العدوان السعودي محمد بن سلمان أن بلاده لن تسمح بالحرب المباشرة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خلفية الأزمة الناشئة بسبب إقدام السلطات السعودية علي إعدام العلامة الشيخ نمر باقر النمر، و قطعها العلاقات مع طهران ردًا علي مواقفها المستنكرة لجريمة الإعدام هذه ، و رأت في تصريحات بن سلمان ، سقفًا للحملة التي تشنها سلطات آل سعود ، و تراجعًا نسبيًا في وتيرة المواقف النارية التي اتخذتها المملكة .

 

وربطت الصحف اللبنانیة بین تصریحات بن سلمان وما کشفه طلال بن عبد العزیز عن نصیحة تلقتها السلطات السعودیة من حلفائها بوجوب عدم استفزاز إیران ‘لأن ذلک یفتح نار جهنم علیها’ .
و قالت صحیفة «السفیر» أن الأزمة بین ایران والسعودیة ما زالت تراوح مکانها ، برغم التراجع النسبی فی وتیرة المواقف الناریة المتبادلة بین الطرفین، وفی ظل دخول أطراف عدّة علی خط الوساطة ، التی یبدو أنها ما تزال صعبة ، معتبرة أن الاعتداء السعودی علی السفارة الإیرانیة فی صنعاء و قطع إیران العلاقات التجاریة مع «المملکة النفطیة» ، مؤشر علی استمرار الأزمة السیاسیة الحادة، ووسط مخاوف إزاء تأثیراتها علی الملفات المشتعلة فی الشرق الأوسط .

 
واضافت «السفیر» : رغم ان التصریحات والإجراءات المتبادلة جعلت الأزمة الجدیدة تراوح مکانها ، فإنّ ثمة مؤشرات برزت خلال الیومین الماضیین تشی برغبة الفریقین فی احتواء التوتر مرحلیاً، بانتظار ما سیتمخض عنه الحراک الدبلوماسی المتعدد الأطراف لرأب الصدع، والذی تمثل فی دخول مباشر من قبل العراق وباکستان والصین علی خط التهدئة، وهو ما عکسته تصریحات ولی ولی العهد السعودی محمد بن سلمان لمجلة «ایکونومیست» ، حین قال ان الحرب المباشرة بین السعودیة وایران «کارثة لن نسمح بوقوعها» ، وتأکید الرئیس الإیرانی حسن روحانی أن المحتجین الذین هاجموا سفارة السعودیة فی طهران وقنصلیتها فی مشهد سیحاکمون امام القضاء .

 
و إذ أشارت الصحیفة إلی استدعاء جزر القمر، لسفیرها فی طهران بهدف إظهار «تضامنها» مع السعودیة لفتت إلی أن هذا القرار جاء غداة زیارة وفد سعودی مدنی وعسکری لمورونی ، تم خلالها النظر فی حاجات جزر القمر فی مجالات عدة بینها الطاقة ، مشیرة أیضًا إلی أن السعودیة منحت مورونی ، اثر زیارة رئیس جزر القمر للریاض 40 ألف یورو ما اتاح تسدید رواتب موظفین غیر مدفوعة منذ ثلاثة اشهر.
واعتبرت الصحیفة التصریحات التی صدرت عن بن سلمان أمس “تصریحات رسمیة أکثر هدوءًا بشأن الأزمة الجدیدة بین ایران والسعودیة” ، مشیرة إلی ما نقلته مجلة «إیکونومیست» عنه من أن نشوب حرب بین بلاده وإیران سیکون إیذانا بکارثة لن نسمح بها .
وقال بن سلمان : هذا شیء لا نتوقعه علی الإطلاق ، وأیا کان من یدفع فی هذا الاتجاه فهو شخص لا یتمتع برجاحة العقل ، مضیفًا بأن الریاض قلقة مما تراه میلا من الولایات المتحدة للعب دور أقل فی الشرق الأوسط و مؤکدًا أن السعودیة لا تنوی التصعید أکثر، معتبرًا أن التوتر بین الریاض وطهران بلغ ذروته ونحاول عدم تصعیده أکثر من ذلك .

 
بدورها لفتت صحیفة «الأخبار» إلی أن محمد بن سلمان منذ تسلمه وزارة الدفاع ومنصب ولی ولی العهد ، قاد انتقال السعودیة من مرحلة الحروب بالوکالة إلی مرحلة المواجهة المباشرة برعونةٍ لا یبدو أنها مقبلة علی التقویض أو الاحتواء قریباً، بالنظر إلی الغلیان الذی تشهده المنطقة وإلی استمرار الحرب السعودیة علی الیمن منذ عشرة أشهر، أوصل بن سلمان، مع آخرین من رجال الحکم السعودیین، المملکة فی سنةٍ واحدة إلی ذروة صراعاتها الخارجیة، التی تُوجّت قبل أیام بقطع العلاقات الدبلوماسیة مع إیران .

 
وقالت الصحیفة، إن الرجل الذی یتصارع مع أبناء جلدته فی الأسرة الحاکمة ــ لا سیما محمد بن نایف ــ حول جدوی استمرار الحرب علی الیمن ، أصبح القاصی والدانی یعرف أنها لم تجنِ شیئاً حتی الآن، یبدو منفصلاً تماماً عن الواقع العسکری خلف حدوده. فحینما یُسأل عمّا إذا کانت بلاده تقبع الیوم فی مستنقع عسکری فی الیمن، لا یجد إجابةً سوی الحدیث عن عدن التی سیطرت علیها قوات التحالف السعودی فی تموز الماضی قبل أن تصبح مرتعاً لتنظیمی «القاعدة» و«داعش» .

 
و أضافت “الاخبار” : رغم الطیش الذی وسم إدارة بن سلمان منذ سنةٍ بالتمام، یبدو الشاب الثلاثینی مدرکاً لسقف الصراع المستعر مع إیران وآثاره علی المنطقة والعالم’. مشیرة بذلک إلی تصریحاته للمجلة البریطانیة والتی أکد فیها أن بلاده لن تسمح بالحرب المباشرة بین البلدین.

 
و توقفت صحیفة «البناء» عند ما کشفه الأمیر السعودی طلال بن عبد العزیز أمس، فی تصریح لقناة «فوکس الألمانیة» عن خلافات داخل الأسرة المالکة، فی ما یختصّ بالعدوان علی الیمن ، و قال : إنّ المملکة شعرت الآن بأنها استُدرجت إلی الحرب علی الیمن بقرارات خاطئة ، وستقبل بالحلّ الذی کانت ترفضه قبل الحرب .

 
وأضاف بن عبدالعزیز: أخبَرَنا حلفاؤنا بأن لا نغامر باستفزاز إیران وتهدیدها، وإلا فإننا سنفتح نار جهنم علینا، وأنّ القوات الإیرانیة قادرة علی تدمیر البنی التحتیة والقوة العسکریة للمملکة خلال 24 ساعة .

 
ولفت طلال بن عبد العزیز إلی أنّ الطیارین الذین یقصفون الیمن کلفوا میزانیة المملکة کثیراً ، واصفاً إیاهم بـ«المرتزقة» حیث یتقاضی بعضهم 7500 دولار علی الطلعة الواحدة، وهم من باکستان والهند وفرنسا وأمیرکا ومصر.

شاهد أيضاً

اطلع على قول السفیر الإیراني في لندن

صرح السفیر الإیراني في لندن، حمید بعیدي نجاد، بأن نائب وزیر الخارجیة الأمريكی السابق، ویلیام ...