تميزت وكالات الأنباء العالمية بنقل خبر تنفيذ الإتفاق النووي، عبر تسليط الضوء على الإنجاز الدولي. كما أشارت الى بداية العصر الذهبي لإيران. ولعل الصحف الغربية بأسرها أجمعت على أن إيران وفت بعهودها وأثبتت مصداقيتها، الأمر الذي جعل الإتفاق يدخل حيز التنفيذ. فيما كان لافتاً الإلتفات الألماني، لشعور الكيان الإسرائيلي بالعزلة، وخزنه وحيداً بدخول الإتفاق النووي حيز التنفذ. فكيف يمكن عرض أصداء تنفيذ الإتفاق النووي في الغرب؟ وما هي دلالات ذلك؟
الغرب يُرحب بتنفيذ الإتفاق النووي:
تحدثت صحيفة نيويورك تايمز عن أن تنفيذ إيران لشروط الوكالة الدولية أدى لتنفيذ الإتفاق و رفع الحظرعنها. وأشارت الصحيفة الى أنه ونتيجة لذلك سوف تُحرر مبالغ تُقدر بـ 100 مليار دولار تعود لإيران في العالم. كما تحدثت الصحيفة عن تبادل السجناء بين واشنطن وطهران.
من جهتها صحیفة لوس أنجلوس تايمز أكدت أن ايران استطاعت إعادة صياغة اللغة الدبلوماسية في الشرق الأوسط. كما أشارت الى انتهاء العقوبات على إيران.
أما الواشنطن بوست فقد تحدثت عن نتائج الإتفاق النووي. وأشارت الى مسألة إطلاق سراح خمسة أمريكيين من بينهم “جيسون رضائيان” ضمن تفاهمٍ لتبادل السجناء بين أمريكا وإيران كنتيجةٍ لتنفيذ الإتفاق النووي. كما تحدثت عن الأثار الإقتصادية الإيجابية على طهران والتي ستترتب عن رفع العقوبات على إيران الى جانب تعاظم دورها الإقليمي والعالمي. مشيرةً الى أن ذلك يمكن احتسابه انتصاراً للدبلوماسية الأمريكية بحسب رأيها.
صحیفة وول ستريت جورنال أشارت الى انتهاء سنوات العقوبات على إيران نتيجةَ تنفيذ الإتفاق بين إيران ودول 5+1. كما تطرقت لتبادل السجناء بين الطرفين.
البي بي سي أشارت لبداية الفصل الجديد من العلاقات مع إيران بعد إلغاء العقوبات، أما سي أن أن، فقد أكدت على إيفاء إيران بتعهداتها، الأمر الذي أدى لتطبيق الإتفاق النووي ورفع الحظر الدولي عن طهران. فيما نقلت رويترز تصريحات الرئيس الإيراني وتحدثت عن بداية العصر الذهبي لإيران.
صحیفة الديلي ميل البريطانية تحدثت عن نهاية العزلة الإقتصادية المفروضة على إيران، مُبرزةً قضية تبادل السجناء بين الطرفين الأمريكي والإيراني.
الفانيشتال تايمز تحدثت عن العودة القوية لطهران للعالم وتحديداً السوق العالمية. كما أنها توقعت ارتفاع وتيرة الصناعات النفطية.
الصحف الألمانية تحديداً دي تسايت، دي فيلت وكولنر شتات أنتسايقر اتفقت على أنه وبالرغم من أن العالم بأسره رحب بالإتفاق إلا أن الطرف الوحيد الذي لم يكن راضياً فهو الكيان الإسرائيلي.
الدلالات والتحليل:
يبدو واضحاً أن الغرب لم ينقل حدث تنفيذ الإتفاق فقط، بل اعتبره أمراً يستحق التقدير. وهنا نشير للتالي:
على الرغم من أن الصحف الغربية تسير وفق نهجٍ سياسيٍ معين، إلا أنه بدا من الواضح أن تنفيذ الإتفاق جاء لصالح الدول الغربية. وهذا ما عبر عنه لسان الصحافة الأجنبية. ولعل الأمر المُلفت هو التركيز على مصداقية إيران، و وفائها بتعهداتها، مما جعل الإتفاق يدخل حيز التنفيذ.
يمكن القول أن أصداء تنفيذ الإتفاق وتعابير الغرب، تقع حُجةً على العالم، لجهة نفي كل التُهم التي كانت تُنسب لإيران. حيث كانت تتم حياكة المؤمرات لتشويه سمعة طهران وإظهارها بمظهر البعيد عن المصداقية.
أكدت الصحافة الغربية عالمية الدور الإيراني. إذ أن دول العالم الغربي دون استثناء، ركزت في مواضيعها على أهمية الدور المستقبلي لطهران. وهو الأمر الذي يعني أن المستقبل الإيراني لن يكون مُشرقاً إقتصادياً فحسب، بل سيكون لذلك أثرٌ على الدور السياسي أيضاً.
فتح الغرب صفحةً جديدة من العلاقات مع إيران. وهو ما يعني حاجةً غربية ملحة، للإستفادة من القدرات الإيرانية، لا سيما على صعيد التجارة الدولية. وهو ما يجعل إيران محطة الدول الكبرى مستقبلياً، لا سيما في ظل أزمة النفط العالمية، وحاجة الدول الأوروبية للغاز الطبيعي الذي تمتلك إيران أحد أكبر أحتياطات العالم منه. في وقتٍ تعتبر الطاقة مُحرك السياسة الدولية.
إذاً بدا واضحاً أن الغرب طوى صفحة الماضي، وقرر تغيير نهجه تجاه طهران. فالمصالح السياسية والإقتصادية اليوم، تفرض العمل على تحسين العلاقة مع ايران. ناهيك عن أن المكانة الإقليمية والدولية لطهران، أصبحت واقعاً مرسخاً، لا يمكن الفرار منه. وقد أثبتت طهران قدرتها على لعب أهم الأدوار، ليس فقط سياسياً بل دبلوماسياً. فقد استطاعت ایران، مخاطبة العالم، دون التنازل عن المبادئ وهو الأمر الذي يفهم أهميته العقل الغربي جيداً. مما يجعل السلوك المستقيم لإيران، وثباتها، أساساً لكل ما سيحمله المستقبل من تغيرات.