الجيش السوري وحلفاؤه يستعدون لفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء بريف حلب الشمالي خلال ساعات بعد تقدّم في عمق ريف حلب الشمالي واعلان بلدة حردتنين آمنة بالكامل من المسلحين.
ويتهيأ الجيش السوري وحلفاؤه لفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء بريف حلب الشمالي بعد أن باتوا على بعد أقل من كيلومترين من البلدتي المحاصرتين منذ أربع سنوات تقريبا.
وقال مراسل الميادين إنّ الجبهات باتت مفتوحة في ريف حلب الشمالي لتقدم الجيش السوري، حيث أمست خطوط الإمداد للمجموعات المسلحة من ريف حلب إلى تركيا مقطوعة.
وبدأ الجيش السوري يوم الثلاثاء عملية واسعة في عمق ريف حلب الشمالي حيث لاتزال المعارك مستمرة. كما أن الفصائل المسلحة أعلنت النفير العام، وبدأت صفوف المجموعات المسلحة تنهار مع تقدم الجيش.
وتقدم الجيش السوري شمالاً باتجاه بلدة حردتنين الاستراتيجية، حيث دارت فيها اشتباكات عنيفة استهدف فيها الجيش الجماعات المسلحة بالمدفعية والصواريخ كما استخدم سلاح الجو. ثم أعلنها بلدة آمنة بالكامل من المسلحين، الذين انسحبوا منها إلى معرسة الخان. وبذلك يكون الجيش قد قطع بشكل كامل الريف الشمالي، وأصبح بامكانه التقدم بشكل أكبر باتجاه الحدود السورية التركية، ويهدد معاقل الجماعات المسلحة في تل رفعت مارع، إضافة إلى القرى والبلدات التي تشكلت على مدى السنوات الأربع الماضية، والتي تعتبر خزاناً بشرياً أساسياً للجماعات المسلحة.
ومع تقدم الجيش السوري هددت الجماعات المسلحة بالانسحاب من هذه المنطقة وأفرغتها من المسلحين، فعملت جبهة النصرة على تعويض هذا الانكسار وأتت بمقاتلين أجانب من ريف إدلب وهم ممن يعتبرون النخبة في الجبهة، من أجل منع تقدم الجيش السوري في تل جبين.
ولايزال الجيش منذ 48 ساعة يستخدم سلاح الطيران بشكل مكثف وخاصة في ريف حلب الجنوبي وحتى ريف حلب الشمالي، حيث شنّ أكثر من 150 غارة استهدفت كافة خطوط إمداد الجماعات المسلحة القادمة من تركيا، ما أدى إلى منع تكرار سيناريو العام الماضي عندما دخلت عشرات الآليات المحملة بالمقاتلين الأجانب لمنع الجيش السوري من التقدم في ريف حلب الشمالي.
كما أن سلاح المدفعية للجيش السوري لعب دوراً هاماً في ضرب نقاط التمركز الرئيسية والهامة للجماعات المسلحة، ما أدى إلى تسهيل تقدم قوات المشاة التابعة للجيش.
وأكد ضابط ميداني للميادين أن الجيش بات على بعد أقل من كيلومترين من بلدتي نبل والزهراء ولا يفصله عنها إلا قرية معرسة الخان وهي قرية صغيرة جداً وليس لها أي أهمية عسكرية، وستكون بين فكي كماشة بين قوات الجيش واللجان الشعبية. وبهذا يكون الجيش السوري قد قطع طرق الامدادات عن المسلحين من تركيا، ما دفع بالمسلحين الذين فرّوا من مناطق الاشتباكات في ريف حلب الشمالي باتجاه الحدود السورية التركية.
ومع تقدم الجيش السوري بعد تحرير بلدتي تل جبين ودوير الزيتون وتقدمه سابقاً في المدينة الصناعية باتت طريق ريف حلب الشمالي باتجاه المدينة إذا ما تحررت نبل والزهراء لا بدّله من ان يمر عبر هذه المنطقة اي من بلدة تل جبين التي تقع في شمال شرق مدينة حلب أي أنها تقع على الطريق القديمة التي كانت تصل حلب بتركيا والتي كانت تستخدم للحالات الاضطرارية فقط بعد فتح الأوتستراد الدولي.
وأعاقت طائرات الجيش السوري وصول الإمدادات للمجموعات المسلحة في مناطق الاشتباكات في ريف حلب الشمالي. وأصبحت الطريق الدولي باتجاه مدينة حلب مقطوع أمام المجموعات المسلحة.