الوقت- ساعة الصفر تدقّ في الموصل، فبعد معركة طال انتظارها، أعلن رئيس مجلس الوزارء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، اليوم الاثنين، انطلاق عمليات تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم “داعش” الإرهابي بمشاركة ٨٠ الف جندي بينهم مهندسون ومسؤولون عن تقديم الدعم اللوجستي، وفق صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية.
وأوضح العبادي أن القوات التي ستدخل الموصل هي “الجيش العراقي والشرطة الوطنية” حصراً، داعياً أهالي الموصل الى التعاون مع القوات المحررة و”التعايش السلمي” مع كافة المكونات بعد التحرير.
قوات الحشد الشعبي والبيشمركة تساند القوّات العراقيّة
وفور انطلاق العملية في الساعات الأولى مني وم الاثنين ، انضمّت قوات الحشد الشعبي والبيشمركة إلى القوات العراقية وفق ما أعلن التلفزيون العراقي، فيما بدأت القوات العراقية برفع السواتر الترابية من الخطوط الأمامية.
وفور الإعلان عن بدء المعارك بدأت القوات العراقية وقوات البيشمركة بقصف وسط مدينة الموصل، فيما أطلقت مدفعية الحشد الشعبي صواريخها باتجاه جنوب الموصل واستهدفت بالصواريخ الاهتزازية أنفاقاً وخنادق تابعة للتنظيم الإرهابي، وقالت وكالة أنباء الأناضول إن القوات العراقية ترفعت السواتر الترابية إيذاناً بالتقدم.
صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية قالت إن قوات البيشمركة الكردية ستقاتل خلال الـ ٤٨ ساعة الاولى على الجبهة الشرقية قبل ان تتولى القوات العراقية المتبقية هذه الجبهة.
فيما رأت صحيفة “ول ستريت جورنال” أن الانشقاقات الجماعية والخلافات الداخلية والمعارضة من السكان ساهمت في الشعور بالثقة لدى الجيش العراقي بأن الوقت قد حان لشن الهجوم.
محاور العملية العسكرية
وبحسب مصادر عسكرية مطلعة، فإن عدد القوات التي ستشارك في عملية الموصل يبلغ ستين ألفا.
ووفقا لتلك المصادر فإن محاور الهجوم هي أربعة:
– محوران شماليان عبر تلعفر وسهل نينوى، وستوكل المهمة في هذا الجانب لقوات البيشمركة.
– محور جنوبي عبر القيارة للقوات المشتركة من جيش وشرطة اتحادية.
– المحور الرابع غربي مدينة الموصل لمنع تسلل عناصر داعش إلى سوريا.
داعش يدعو عناصره عبر مكبرات الصوت للإنسحاب من “مدينة النفاق”
في الجهة المقابلة، دعا تنظيم داعش الإرهابي عناصره عبر مكبرات الصوت للإنسحاب من الجانب الأيسر من مدينة الموصل، وذلك بسبب ما وصفه التنظيم بظهور “النفاق في أرض الخلافة”.
وقال مصدر محلي داخل محافظة نينوى إن “تنظيم داعش بدأ، في ساعات مساء الاحد، بدعوة عناصره عبر مكبرات الصوت من مسجد في الجانب الأيسر الى أن ينسحبوا من ارض الموصل، لاسيما الجانب الايسر”، مبيناً أن “التنظيم عزا أمر الانسحاب لظهور ماسماه النفاق”.
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن “الشخص الذي اذاع بيان التنظيم عبر مكبرات الصوت دعا عناصر داعش وعوائلهم بالقول، من أراد الدولة الاسلامية والخلافة عليه أنّ ينسحب معنا”، لافتا الى أنه “وصف مدينة الموصل بانها مدينة للنفاق، في اشارة الى الهجمات التي استهدفت عناصر التنظيم من داخل المدينة، فضلا عن استخدامه هذا المصطلح كعذر للفرار من الهجوم الوشيك من قبل القوات الامنية على المدينة”.
ترحيب داخلي ودولي بالعملية
وما إن بدأت العملية العسكرية، حتى بدأت ردود الأفعال الداخلية والدولية بالتوالي حيث أكد رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، اليوم الإثنين أنه “يشد على يد القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وهو يعلن ساعة البدء بتحرير الموصل”، مؤكدا في الوقت نفسه أهمية الحفاظ على ارواح المدنيين المسالمين وإيجاد الوسائل الكفيلة باغاثة النازحين.
وقال الجبوري في بيان: “نحيي مقاتلينا الأبطال وهم يدكون اوكار داعش الارهابي، كما نشد على يد القائد العام للقوات المسلحة وهو يعلن ساعة البدء بتحرير نينوى الغراء”، مشيراً إلى أن “العراقيين يعقدون الامال على ان يكون تحرير نينوى عنوانا توكيديا لوحدة العراق أرضا وشعبا”.
في السياق ذاته رحّب الحزب الاسلامي في العراق المحسوب على جماعة الاخوان المسلمين بانطلاق عمليات استعادة مدينة الموصل.
من جانبه،رحب المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي الى التحالف الدولي بيرت ماكغرك باعلان العراق بدء عمليات تحرير الموصل.
وقال ماكغرك في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) اليوم الاثنين، “نتمنى التوفيق للقوات العراقية الباسلة وقوات البيشمركة والمتطوعين من نينوى“.