الرئيسية / تقاريـــر / أين عرب الاعتدال والارتهان من حصار غزة ؟ -مصطفى قطبي

أين عرب الاعتدال والارتهان من حصار غزة ؟ -مصطفى قطبي

تنهش التي الجماعي العقاب سياسة ظل في غزة قطاع أهالي على الفلسطينية المأساة وطأةتشتد

  فأكثر، سنوات منذعظامهمف  تعدو لا مساحته معتقلاهناك360  يفوق تعداده بما يكتظ مربعاً، ميلا

  المحاصر… غزة قطاع إسمه قريباً، المليونين يصبحوا لأن طريقهم وفي إنسان، وثمانمائةالمليون

  كان أمراً الله يقضي أن إلى أو مسمى، غير أجل وإلى دولياً، وبالتالي وعربياً، صهيونياًالمحاصر

مفعولا…  أوردته لما وفقاً الرياح أدراج ذهبت الإعمار بإعادة الدولي المجتمع وعود أن ويبدو

  الثاني كانون في المتحدة الأمم عن الصادرة الأخيرةالأرقام2016  أن إلى أشارت التي20  في

المائة فقط من أموال إعادة الإعمار وصلت إلى القطاع.

  غزة، قطاع في الاحتلال دمره ما إعمار إعادة عن المختلفة الإعلام وسائل عبر الحديث منوبالرغم

  منازلهم بناء لإعادة يضطروا المشردين من فالكثيرين تماماً، مغايراً يبدو الأرض على الواقع أنإلا

  عدم بسبب والنايلون القماش وقطع المعدنية الألواح باستخدام جزئي أو كلي بشكل سواءالمدمرة

  بالكميات البناء مواد دخول بمنع الإسرائيلي الاحتلال قوات قيام بسبب وذلك البناء، موادتوفر

  الأنفاق. بناء في باستخدامها الفلسطينية المقاومة قيام بحجةالمناسبةو  الأوضاع تردي ظلفي

  من الخروج في الأمل يبعث شيء خلالها يتغير لم سنوات عشر مدى على القطاع فيالمعيشية

  إسرائيل. جانب من عليها المفروض الظالمالحصار  تتعرض لم (إسرائيل) أن للنظرواللافت

  نشاطها تمارس اليوم إلى وهي أجمع، العالم ومسمع مرأى على اقترفته ما بسبب القانونيةللمساءلة

  الربح تأمين إلى سعت التي المتحدة الأمم من وبمباركة دمائهم من ثمنه الأبرياء دفع الذيالاقتصادي

  حول كاذبة بوعود ذلك علاقة ما والأهم القطاع، سكان من الأبرياء حياة حساب علىلـ”إسرائيل”

”إعادة إعمار” غزة؟

  إليه آلت وما معاناتهم وترصد الغزاويين حال عن بصدق تعبّر تنتهي، تكاد لا عديدة وإحصائياتأرقام

  من الكثير تقارير فتتحدّث استثناء، دون القطاع في الحياة مجالات بمختلف تتعلق مؤشراتأحوالهم،

 عن والإنسانية الدوليةالمنظمات  ارتفاع إلى أدى الأصعدة، كافة على الإنسانية الأوضاع تدهور

  استمرار جراء مؤخراً، (الانتحار)، قهرا” ”الموت حوادث من بالعديد وتسبب والبطالة، الفقرمعدلات

  الانقسام حالة تواصل مع بالتزامن التوالي، على العاشر للعام المفروض الإسرائيلي،الحصار

  قالت بسويسرا)، جنيف (مركزها الإنسان”، لحقوق الأورومتوسطي ”المرصد منظمة وكانتالداخلي.

  إن  الماضي، يناير شهر نهاية نشرت إحصائيةفي40  عددهم البالغ غزة قطاع سكان من المائة في

(1.95  يتلقى فيما الفقر، خط تحت يقعون نسمة) مليون80  إغاثية. مساعدات منهم المائة في

  فإن المرصد،ووفق6  كل من10  منها الغذائي، الأمن انعدام من تعاني غزة قطاع في عائلات27

في المائة انعدام حاد، و16 في المائة انعدام متوسط، و14 في المائة نقص في الأمن الغذائي.

  أبناء يعيشها إنسانية كوارث عن تتحدث حماس سلطة من الصادرة التقارير وليس الدوليةالتقارير

  وفي بل العامة والمؤسسات والملاجئ المدارس في يعيشون الذين المشردين آلاف حيثغزة

  تحرك قد الدولي المجتمع أن ومع الإسرائيلية. الاعتداءات في منازلهم تهدمت أن بعدالشوارع

  لا أنه أي يستجب. لم أحداً أن إلا القطاع، إعمار لإعادة المؤتمرات عقد وتم بالحرجاستشعاراً

  سبيل على تحقق قد وذاك هذا من بسيطاً قدراً لا بل حدثت، قد الإعمار إعادة ولا فكه تمالحصار

  تقدير. أقل في الذمةإبراء  أصل من أنه تقريروبيّن8377  ”إسرائيل” دمرتها فلسطينياً منزلاً

  بين ومن واحد، منزل ولا بناء يتم لم غزة فيبالكامل23597  إصلاح تم متضرراً منزلاً5  في

  من أكثر ومازال سابقاً، المذكور العدد إجمالي من فقطالمائة12,000  التشرد يعانون شخص

  غزة. قطاع أنحاء جميع في اللاجئين ملاجئ فيويعيشون  التناسب عدم وقتامة، سوءاً الأمر يزيدوما

  و بمليون المقدّرة العالية السكانية الكثافة بينالحاصل800  المحدودة، القطاع ومساحة شخص، ألف

التي تبلغ 362 كيلومتراً فقط، فتصبح غزّة بذلك إحدى أكثر بقاع العالم ازدحاماً بالسكان.

  على يعيشون ممن القطاع أهالي من والثمانمائة المليون هم ما من المليون تعداده ماهناك

  الفقر، خط تحت هم الغزيين من المائة في أربعين وإن مأوى، وبلا مشرَّدون ألف ومائةالمساعدات،

  وحيث واحد. دولار على يزيد لا القطاع في الفرد دخل متوسطوإجمالا80  مصانع من المائة في

  الوفاق ”حكومة تدعى ما أوسلوية بفضل موظفيه أن كما عمل، بلا عمَّاله فإن متوقفةالقطاع

  بل فحسب الأجهزة تنقصها لا والمستشفيات رواتب، بلا هم مانحيها باشتراطات الملتزمةالوطني”

  أن إليه، يضاف الكهرباء، انقطاع يأتي ثم أدوية، بلاهي95  صالحة غير المياه من المائة في

  إلى طريقه يأخذ بات الصحي والصرف القادمة، الأربعة الأعوام في النفاد برسم والباقيللشرب،

  دمَّرت الذي المعتقل هذا أو الغزي، الجحيم راهن في فلأن نستطرد وقد معالجة… دونماالبحر

  شهيد ومائتي ألفين قدَّم والذي فيه، التحتية البنى يدعى ما وكل وشجره حجره العدوانيةالحرب

  فتحها ومسألة فتحت، المعابر ولا رفع، الحصار فلا توصيفاً، حقه جريح، آلاف عشرة منوأكثر

  حتى جرى وما بدأت، حتى ولا تمت الإعمار إعادة ولا النار، إطلاق وقف اتفاق عليه نص مماواحدة

  تواصلت، هي إن يلزمها، فقد المنوال، هذا على ظلت إن والتي الصهيونية، بالقطارة كان منهاالآن

ثلاثة عقود قادمة لتتم على أقل تقدير!

  وما بالأساس، ينتظر بل والوعود، السخية، التبرعات ينتظر لا غزة، قطاع في الفلسطيني الشعبإن

  الظلم لهذا حد ووضع غزة، قطاع كامل عن فوراً (الإسرائيلي) الحصار برفع دولياً قراراً ينتظرزال

  المحدودة بمساحته القطاع أرض على فلسطيني مواطني تحت ويرزح يكابده زال ما الذيالمُدقع

  العام لاجئي من وغالبيتهم بالسكانالمُكتظة1948  دون فعلي إعمار عن الحديث يمكن لا حيث،

  منه، يخرج أو غزة لقطاع يدخل ما على (الإسرائيلية) السيطرة فك ودون غزة، عن الحصاررفع

  أي عن ومستقل دوليًّا ومحمي آمن بحري ممر وتوفير والجوي، البحري غزة ميناء بناءوإعادة

  ومعبراً ممراً باعتباره دائم بشكلٍ والقطاع مصر بين رفح معبر وفتح (إسرائيلي)، إشراف أوتدخل

  و”الاحتلال الحصار تحت زال ما غزة فقطاع به. الاحتلال لسلطات علاقة لا مصرياًفلسطينياً

  بالقرار مرهون إليه الإعمار إعادة مواد ودخول الصهيوني، الكيان سيطرة تحت ومعابرهالإسرائيلي”

  ليبرمان أفيجدور بيتنا” ”إسرائيل حزب زعيم الخارجية وزير المتطرف أكده ما وهذا(الإسرائيلي)

  وهي عليها، وبالرقابة الإعمار مواد وبإدخال المعابر بمفاتيح تمسك التي هي إسرائيل ”إن قالالذي

التي ستستخدم وسائل الرقابة على استعمال مواد الإعمار للعبث بالعملية كلها”.

  قطاع إعمار لإعادة بالنسبة ”الإسرائيلية” والمطمطة المماطلة تعود أن السياق، هذا فيويتوقع

  في الفلسطيني الجانب من سياسية تنازلات لابتزاز الإعمار لإعادة الحاجة استغلال خلال منغزة،

  فضلاً المقاومة”، سلاح نزع مقابل في سيكون الإعمار ”إن يقول الذي ”الإسرائيلي” الحديثظل

  القتيل ”قتل كمن تكون وبذلك ”إسرائيلية”. بناء مواد بتوريد مالية أرباح تحقيق أجل من العملعن

  تعطيل على ستعمل العبرية فالدولة الجنازة”. خلال أرباح لتحقيق بضائع وباع جنازته فيومشى

  على العزف تعيد أن ويتوقع شتى، ذرائع تحت الإسمنت ومنها للقطاع، الأساسية المواد وتدفقدخول

  الدولي، المجتمع وحتى الفلسطيني الطرف وابتزاز الإعمار، إعادة عملية لتعطيل ذاتهاالاسطوانة

  الجاد الغربي والأوروبي الأميركي وبخاصة الدولي الضغط بتوفير إلا ووقفه إنهاؤه يمكن لا أمروهو

  وستستجيب العبرية الدولة ستركع الجاد الدولي الضغط ظل ففي (إسرائيل). قادة علىوالحقيقي

للنداء العالمي، وحتى لفك الحصار عن القطاع.

  الغزاويون، تحتها يرزح التي والكارثة المأساة يختصر ولا فيض، من غيض سبق ما أن المؤكدمن

  بأهالي والخراب التدمير لإلحاق باباً يترك لم الإسرائيلي فالعدو عليهم، المقيتة بظلالها تلقيوالتي

  وإثارة الإنسانية من تجرّداً وأكثرها أخطرها لكنّ تُحصى، لا ذلك على والشواهد وطرقه، إلاالقطاع

  ومالكي والعسكريين السياسيين عقول على تستحوذ معاً، آن في وشيطانية مريضة فكرةللهلع،

  التي للأسلحة تجارب حقل إلى غزّة تحويل هو الفكرة هذه ملخّص ”إسرائيل”، في العسكريةالشركات

  رحباً مجالاً وسكانه القطاع يصبح بحيث الدول، مختلف إلى الإسرائيلية الشركات وتصدّرهاتصنّعها

  صناعة على ـ العالم أرجاء في نظيراتها أمام ـ قدرتها مدى وإبراز الشركات هذه عضلاتلاستعراض

  أن بمعنى المنافسة، الشركات لدى ما التدميرية ومواصفاتها بفتكها تفوق عسكرية، ومعداتأسلحة

  القتل أدوات لترويج مكاناً أبيب، تل في التسليح صناعة وأرباب العدو حكومة بنظر صارتغزّة

  في اللوجستي والدعم التكنولوجيا قسم رئيس حديث في استحياء دون يتجلى ما وهو أكثر، لاوالخراب،

  يشكّلون القطاع ”أهالي بأن صرّح الذي الألمانية، شبيغل دير لمجلة بينزاكين أفنير الإسرائيليالجيش

  مهمة تنافسية ميزة يتيح ووجودهم عليهم، الإسرائيلي العسكري الإنتاج مختلف لتجربة عظيمةفرصة

  دول خمس أكبر من تصبح (إسرائيل) جعل الذي الأمر العالم، في منافساتها تمتلكها لا لشركاتنا،جداً

مصدّرة للأسلحة”.

  فإن المفجع، العربي المشهد من الآخر الجانبعلى  قطاع على المفروض الحصار على المطبقالصمت

  التوالي، على العاشر للعامغزة  الاستثنائية، الحالة هودائماًف عرب يجرؤلم   والارتهان””الاعتدال

 يوفوا ولم إسرائيل، يغضبوا لا حتى غزة عن حصارهم رفععلى   وعودهم رغم إعمارهابوعود

 المتكررة…  غداً ولا اليوم لا الجنسية، عرب وعي في موجودة غير الضمير تأنيب مسألة أن المؤكدومن

  ولم بتقديمها وعدوا التي فالمبالغ المطاف، آخر إلى الضحية إنصاف وعدم القاتل دعم في ماضيةوهي

  من شأناً أقل بقضايا الدولي والمجتمع الفلسطينيين وإلهاء العيون في الرماد ذر من نوع هييلتزموا،

  والمعتقلين الأسرى وتحرير اللاجئين وعودة الاستيطان ووقف الاحتلال فإنهاء المصيرية،القضايا

  ضمانة هناك ليس تحتية بنية إعمار بإعادة مجانية وعود تقديم من بكثير أهم والحدود القدسووضع

  وجود وأهمها الجاهزة الذرائع من ذريعة بأي لتدميرها أخرى مرة إسرائيل تعود لا أن منواحدة

المقاومة في القطاع.

  التي النفط ومشيخات ممالك حكام لوعود الفعلية القيمة هي ما بإلحاح نفسه يطرح الذيوالسؤال

  سمع أن سبق فقد محدد، زمني سقف لها ويكون الإلزام صفة تحمل لم ما مؤتمرات منخرجت

  الأميركي، الفلك في الدائرة العربية الدول هذه من إسرائيل هدمته ما بإعمار كثيرة وعوداًالفلسطينيون

  وينهي معاناتهم يخفف واحد دولار على الفلسطينيون يحصل لم بحيث ورق على حبراً بقيتولكنها

  كل من الصهيوني الكيان على تنهمر والعسكرية المالية المساعدات ظلت حين في الجائر،حصارهم

  الفلسطينيين.‏ على المصوبة والتدمير القتل وأدوات وسائل ذلك في بما وصوبحدب  الأعراب،فهؤلاء

لا   تلك أن إلا بالمال لها يتبرعون الأحوال أحسن وفي وعبئها فلسطين مسؤولية تحمّليريدون

  والعائلات النفط وأمن إسرائيل ”أمن يسمى ما طابور في بالسير مشروطة تكون ما غالباًالتبرعات

الحاكمة لدول النفط”، ذلك الأمن الذي توفره الولايات المتحدة الأميركية.

  تتوقف لم ما تؤخر أو تقدم لن غزة إعمار على بالمساعدة عربية أو غربية أو أميركية وعود أيوإن

  والجو، والبحر الأرض على تسيطر التي فهي الدولتين، بحل وتقبل العدوان، سياسة عنإسرائيل

  للمفاوضات العودة عن كيري حديث وأما عيشهم، ولقمة واقتصادهم وطنهم في الفلسطينيينوتحاصر

  والاستيطان الاحتلال إنهاء إلى المؤدية الطرق لكل وقطع للوقت فمضيعة السلام إلى الوصول أجلمن

وعودة الحقوق الفلسطينية، لأن (إسرائيل) تجيد خدعة المفاوضات لتكريس أمر واقع على الأرض!

 

 

نظار الاسال خاطئ

شاهد أيضاً

الأجندات «الإسرائيلية» والخليجية المعدة لتقسيم المنطقة العربية…- مصطفى قطبي

منذ دخول الاتفاق النووي الإيراني حيز التنفيذ بدأت دول المنطقة تتحرك باتجاهات مختلفة في محاولة ...