يا عليُّ ، العيشُ في ثلاثة ، دار قَوراء (158) ، وجارية حَسناء ، وفرس قَبّاء (159).
(157) ذكر المحقّق الطوسي ، أنّ ممّا يورث النسيان أيضاً ، المعاصي ، وكثرة الهموم والأحزان في اُمور الدنيا ، وكثرة الإشتغال والعلائق الدنيوية ، والنظر إلى المصلوب ، والمرور بين قطار الجمل ، وكلّ ما يزيد في البلغم (1).
(158) القوراء ، بفتح القاف يعني الواسعة مؤنث الأقور بمعنى الواسع.
(159) القباء ، بفتح القاف وتشديد الباء .. الفرس الاُنثى الضامر بطنها ، وضمور البطن من محاسن الفرس وممّا يساعده على سرعة العَدْوِ في السير .. وللشيخ الصدوق هنا كلامٌ مفسّر للقباء بهذا الضمور إستشهاداً بالشعر.
قال ( رحمه الله ) ، [ سمعت رجلا من أهل المعرفة باللغة بالكوفة يقول ، الفرس القبّاء ، الضامر البطن ، يقال ، فرس أقبّ وقبّاء ، لأنّ الفرس يذكّر ويؤنّث ، ويقال للاُنثى ، قبّاء لا غير ، قال ذو الرمّة (2) :
تَنَصّبَتْ حولَه يوماً تراقبُه صُحرٌ سماحيج في أحشائِها قِبَبُ
الصحر ، جمع أصحر وهو الذي يضرب لونه إلى الحمرة ، وهذا اللون يكون في الحمار الوحشي ، والسماحيج الطوال ، واحدها سمحج (3) ، والقبب الضمر ]. 1 ـ آداب المتعلّمين ، ص 133.
2 ـ ذو الرِّمة ، هو أبو حرث غيلان بن عقبة أحد فحول الشعراء العرب قيل في حقّه ، فُتح الشعر بامرىء القيس وخُتم بذي الرِّمة. لاحظ الكنى والألقاب ، ج 2 ، ص 227.
3 ـ السمحج ، الأتان الطويلة الظهر وكذلك الفرس ولا يقال للذكر ، كذا قاله الجوهري. مجمع البحرين ، مادّة سمحج ، ص 166