الحلقة 17/ثم إن للتبري على مستوى الأمة مستلزمات كثيرة لا يمكن اهمالها .
فالأمة الرافضة للكفر والشرك وإمتداداتهما المنافقة ستشن عليه حرب ضروس لا هوادة فيها الأمر الذي يستدعي تواصياً بالحق وتواصياً بالصبر . . . ووحدة إسلامية وأخوة إيمانية لتتمكن الأمة من مواصلة مسيرة الرفض والتبرؤ ولا تسقط أمام الضغوط والتحديات .
وقد ورد عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ما يوضح واجب المسلم في مثل هذه الحال في زمن الغيبة :
عن جابر قال :
دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي ( الباقر ) عليهما السلام ونحن جماعة بعد ما قضينا نسكنا فودعناه وقلنا له أوصنا يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال :
1 – ليعن قويكم ضعيفكم .
2 – وليعطف غنيكم على فقيركم .
3 – ولينصح الرجل أخاه النصيحة لنفسه .
4 – واكتموا أسرارنا ولا تحملوا الناس على أعناقنا .
5 – وانظروا أمرنا وما جاءكم عنا فإن وجدتموه للقرآن موافقاً فخذوا به وإن لم تجدوه موافقاً فردوه وإن اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده إلينا حتى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا . . .
« وإذا كنتم كما أوصيناكم لم تعدوا إلى غيره ( فمن ) مات منكم قبل أن يخرج قائمناً كان شهيداً ومن أدرك منكم قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين ومن قتل بين يديه عدواً كان له أجر عشرين شهيداً » ( 2 ) .
إن التبرؤ من أعداء ولي الله معلم من معالم الولاء الحقيقي . . . وهو لا ينفك عن التواصي بالصبر الذي يحدد هذا الحديث الشريف أسسه . . .
12 – الاستغاثة به . . .
لا يوجد أي مانع شرعي يمنع من التوسل إلى الله تعالى بنبيه المصطفى وأهل بيته صلى الله عليه وعليهم . . . والاستغاثة بهم . . .
فالغارق في بحار الذنوب لا يمكنه إلا أن يلجأ إلى من أمر الله تعالى بالرجوع إليهم . . .
وهذا مبدأ قرآني واضح . . .
قال تعالى :
« ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيما »
النساء – 64