النصّ القرآني:
قال تعالى: ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾ .
النقاط المحورية:
– الإسلام لغةً واصطلاحاً.
– الإسلام في القرآن.
– الإسلام ومعنى الانقياد.
– الآثار المترّتبة على الإسلام.
تسمية المسلمين
قال تعالى: ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾ .
الآية الكريمة تتحدّث عن سببين لتسمية المسلمين:
أولاً: ليكون الرسول شهيداً عليهم.
وثانياً: لكي يكونوا شهداء على الناس.
وبطبيعة الحال الشاهد وظيفته وواجبه الأساس هو أن يشهد الحقّ في حالة حدوث خلاف. إذاً السؤال الذي يطرح نفسه هو ما هي القضية التي فيها اختلاف؟
القضية موضع الخلاف مذكورة في أوّل الآية الكريمة، حين يقول الله سبحانه: ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ﴾ فهذا يعني بالضرورة أنّ هناك جهاد حقٍّ وجهاد باطل، وأنّ القضية هي الخلاف بين الجهاد الحقّ والجهاد الباطل.
والجهاد الحقّ هو إفْعال السلام لأن الإسْلام إفعال السلام. والمجرم الذي يُفسد في الأرض بـعمله وقوله والذي لا ينشر السلام بين الناس هو عكس المُسلم المُفعِل للسلام: ﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ﴾ . وعليه لا يُمكن الإفساد في الأرض وسفك الدماء وإدعاء أنّ ذلك جهاد في سبيل الله. والتسمية كمُسلِمين التي تحدّثت عنها الآية والتي تعني مُفعِلين للسلام، وهذا المعنى يدحض أيّ تبرير للفساد في الأرض وسفك الدماء بحجّة الجهاد في سبيل الله. والفهم الصحيح لمعنى اسم المسلمين يجعلهم أيضاً شهداء على كلّ من يُفسد في الأرض ويسفك الدماء بحجّة الجهاد في سبيل الله.
ولكن منذ بدء التاريخ وحتى يومنا هذا كثير من الدماء تُستحلّ وتُسفك والجرائم تُرتكب والحروب تشتعل بحجّة الجهاد في سبيل الله. كلّ هذا يتنافى مع الهدف الأساس الذي جعلنا الله من أجله خلفاء في الأرض.