يقول تعالى:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ”1.
معنى الجهاد
الجهاد في اللغة مأخوذ إما من الجُهد (بالضم) وهو الوسع والطاقة، ومعناه أن يبذل المجاهد ما لديه من الطاقة والوسع ويصرفها في سبيل الله تعالى.
وإما من الجَهد (بالفتح) وهو التعب والمشقة، ومعناه أن يكابد المجاهد الأمور الشاقة في سبيل الله تعالى، فهو كل عمل مصحوب بمشقة وعناء.
والمعنى الشرعي للجهاد ينصرف إلى قتال الظالمين والمنحرفين عن الحق، ويهدف إلى إقامة العدل وحفظ شعائر الدين والإيمان، ومن شؤون ذلك الدفاع عن بلاد الإسلام والتصدي لكل عدوان يرد عليها.
________________________________________
1- الصف:11-10.
وجوب الجهاد
وقد نصر الله دينه وأيد رسوله صلى الله عليه وآله و سلم بأن أوجب الجهاد في سبيله فقال جل ثناؤه: “كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُم”2، وأكد علي عليه السلام بطل الجهاد في الإسلام مدلول هذه الاية بقوله: “الجهاد فرض على جميع المسلمين لقول الل5 تعالى: “كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَال””.
وقال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِير”3.
وقال تعالى: “انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون”4.
وقد فسرت الاية “انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً” بتفاسير عدة هي: سواء كان الخروج سهلا أم صعبا، أو سواء توفرت الوسيلة للخروج كالخيل والإبل أم لم تتوفر الوسيلة كأن يكون راجلاً، أو سواء كنتم فقراء أم أغنياء، أو سواء كنتم شباباً أم شيوخاً5.
ويستفاد من هذا التفصيل “خفافاً وثقالاً” أن الجهاد ضرورة على كل حال.