انخرط السيد عبد الكريم منذ نعومة أظفاره في سلك الحوزة العلمية في النجف الأشرف بتشجيع كبير من والده الذي ألبسه رجال الدين وهو في صباه، وكان يجب أن يراه عالماً من العلماء يخلفه بعد وفاته، وكان شديد الحرص على تعليمه وتربيته التربية الصحيحة وخصوصاً وهو يرى فيه علامات النبوغ والصلاح، وكان حريصاً أيضاً أن يتتلمذ ولده على يد أساتذة في العلوم الإسلامية هم في نفس الوقت من أساتذة الأخلاق.
س1: ما هي أهم الأعمال في إزالة الخواطر؟
ج: المراقبة.
س2: إذا كانت صفات الله تعالى عين ذاته، فكيف ندرك صفاته مع أننا لا نستطيع إدراك ذاته؟
ج: نحن ندرك ونفهم ماهية الصفات بالفكر والعقل، لا أن نفس الصفات ووجودها تنقلنا من العلة إلى المعلول، بل نطلع على الصفات من آثارها بواسطة برهان.
س3: على ماذا يُطلق الملكوت؟
ج: الملكوت هو كل شيء روحاني، ويكون باطنه لطيفاً وليس له جنبة مادية.
س4: لقد ورد في وصايا علماء الأخلاق للسالك: الصوم، العزلة، الجوع، الصمت. فأي من هذه الأمور الأربعة له النصيب الأوفر في التأثير على ترقي السالك؟
ج: الصوم.
س5: ما هي الحكمة التي وهبها الله سبحانه لبعض الأشخاص؟
ج: معرفة حقائق الأشياء.
س6: هل يلزم لمن فتحت أذنه البرزخية أن تفتح عينه البرزخية أيضاً؟
ج: لا يلزم ذلك، ولكن الأذن البرزخية تُفتح على أثر فتح العين البرزخية فيمكن أحياناً أن ترى الأرواح ولكن لا تسمع حديثها، أو بالعكس قد تسمع أحياناً صوت الإمام أو صوت روح ما ولكن لا تراه بالعين البرزخية.
س7: بأي نحو من الأنحاء يكون الوجود من وجود الحق وفي جميع الموجودات؟
ج: كُنه وجود الحق في غاية الخفاء، وجميع الموجودات وجودها من الحق، وحتى العقرب فإن وجودها الأصيل بحسب الحياة خير محض، وبتعبير آخر وجود الجميع تابع وشعاع لذلك الوجود الحقيقي.
س8: هل يحصل للأشخاص حقيقة تجرد الروح من الجسم؟
ج: يقع ذلك للأولياء وقد كانت تمتد حالة التجرد عند السيد هاشم الحداد إلى ثلاثة أيام، وأما المكاشفة فليس لها هذا الطول الزماني. ويحصل التجرد بالمداومة والاستمرار على ذكر اليونسية بشرائطه.
س9: هل تزول جميع الحالات والقدرات التي يصل إليها البعض عند الشيخوخة عندما يُبتلى مثلاً ببعض الأمراض الجسمية؟
ج: إذا صارت الصفة أو الحال ملكة فهي تبقى، وأما إذا لم تكن هذه الحالات ملكة فهي معرضة للزوال عند اقل غفلة.
س10: هل توصل الأعمال إلى مقامات أم أنها لمجرد الأجر والثواب فقط؟
ج: نحن الفاعلون لما به الوجود يجب أن تتوفر فينا اللياقة اللازمة حتى نصل إلى المقامات، وكثرة قراءة القرآن وصلاة الليل وأمثال ذلك توصل إلى المقام، كما جاء ذلك في الآية (79) من سورة الإسراء: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} فنافلة الليل هي التي توصل إلى المقام المحمود. وإذا لم يغفل العبد- لا بقصد الثواب- فأنه سيصل إلى جوار الحق، وهو مقام عال.