التقوى بحسب اللغة والعرف هي التحفظ عن الوقوع في المكروه، وصون النفس عن المكاره.
________________________________________
2-الحجرات:13
3- مورد الحكمة ج4 ص3629.
4- الذاريات:56
5- البقرة:121
6- المائدة:27
7- التوبة:109
واما بحسب الشرع فالتقوى عبارة عن ملكة نفسانية تصدّ النفس عن الوقوع في المعاصي والمحارم، وتحجزها عن تقحم الشبهات، وتحملها على الطاعات.
مراتب التقوى
للتقوى مراتب، أدناها يبدأ من:
1- ترك الحرام
وهذه المرتبة هي التي أرادها الإمام الصادق عليه السلام لما سئل عن التقوى فقال: “لا يفقدك الله حيث أمرك، ولا يراك حيث نهاك”8.
وهناك مرتبة أعلى للتقوى، هي:
2- ترك غير الحرام حذراً
وقد أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: “لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع مالا بأس حذرا مما به البأس”9.
ومن جميل ما ورد في الاحتياط في أمور الدين ما ذكره بعض العابدين حينما سئل عن التقوى فقال: هل دخلتم أرضا فيها شوك؟ فقيل نعم، فقال: كيف تعمل وما تصنع؟ قيل: نتوقى ونتحرز، فقال: إصنعوا في طريق الدين كذلك، فتوقوا عن المعاصي، كما يتوقى، الماشي رجله من الشوك.
________________________________________
8- الوسائل السعادة ج15 ص229.
9- نهج السعادة ج7 ص58.
علامات المتقي
ورد للمتقي علامة هي انه لو وضع عمله على طبق مكشوف ويدور به على العالمين، لم يكن فيه ما يستخفي به، ويستحيى منه10.
وهذا يدل على الثبات الروحي للمتقي الذي لا يزلزله تدخل الناس.
آثار التقوى
ذكرت للتقوى اثار كثيرة وبركات جمّة تكاد تفوق حد الإحصاء، نذكر منها ما يلي:
1- المتقي في ضمان الله وأمانه
قال تعالى: “وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا, وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ”11.
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “لو أن السموات والأرض كانتا رتقا على عبد ثم اتقى الله لجعل الله له منهما فرجا ومخرجاً”.
ومن وصية الإمام الصادق عليه السلام الى رجل من أصحابه: “فاني أوصيك بتقوى الله عز وجل، فان الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره الى ما يحب، ويرزقه من حيث لا يحتسب”.
وعنه عليه السلام: “من اعتصم بالله بتقواه عصمه الله، ومن أقبل الله عليه وعصمه لم يبال لو سقطت السماء على الأرض، وإن نزلت نازلة على أهل الأرض فشملهم بلية كان في حرز الله بالتقوى من كل بلية، أليس الله تعالى يقول: “إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِين”12.
________________________________________
10- الكافي ج2 ص76.
11- الطلاق:2-3
12- الدخان:51
2- التقوى واصلاح العمل
قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا, يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ…”13.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام: “أوصيكم بتقوى الله الذي ابتدأ خلقكم وإليه يكون معادكم.. فان تقوى الله دواء داء قلوبكم، وبصر عمى أفئدتكم، وشفاء مرض أجسادكم، وصلاح فساد صدوركم، وطهور دنس أنفسكم وجلاء غشاء أبصاركم، وأمن فزع جأشكم، وضياء سواد ظلمتكم”.
3- العز في ظل التقوى
عن الصادق عليه السلام قال: “من أخرجه الله من ذل المعصية الى عز التقوى أغناه الله بلا مال، وأعزه بلا عشيرة، وانسه بلا بشر، ومن خاف الله عز وجل أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله عز وجل أخافه الله من كل شيء”.
4- الحفظ من الأعداء
قال تعالى: “وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا”14.
5- غفران الذنوب
قال تعالى: “أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ، يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ”15.
6- الجنة لأصحاب التقوى
قال الله تعالى: “لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ”16.
________________________________________
13- الاحزاب:70-71
14- ال عمران:120
15- نوح:3-4
16- ال عمران:198
وعن النبي عليه السلام قال: “أكثر ما يدخل به الجنة تقوى الله وحسن الخلق”.