صاروخ “شلمجه” يعرض للمرة الأولى خلال الاحتفال العسكري في طهران أمس . رسالتان أساسيتان حرصت إيران على توجيههما خلال احتفالها امس بعيد الجيش، الأولى أن الجمهورية الإسلامية عامل استقرار في منطقة الشرق الأوسط، والثانية انها في الوقت نفسه لن تتهاون مع اي اعتداء عليها.
وفي كلمة له خلال الاستعراض العسكري في العاصمة طهران لمناسبة يوم الجيش، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن “قواتنا المسلحة أثبتت إبان حقبة الدفاع المقدس بأنها لن تسمح لأي قوة كبرى بتنفيذ المؤامرات والمخططات ضد البلاد”، معتبراً إيران بأنها “عامل ثبات واستقرار لمنطقة الشرق الأوسط المضطربة”.
ولفت روحاني إلى المفاوضات مع الدول الغربية، قائلاً إن “الديبلوماسيين وقادة السلام في ميادين المعركة السياسية المنطقية مع القوى العالمية يدافعون بجدارة عن المصالح الوطنية، وذلك بدعم ومساندة الشعب وإرشادات قائد الثورة (السيد علي خامنئي) والقوات المسلحة بما فيه الجيش الإيراني”.
وأضاف “لقد أثبتنا للعالم بأسره عبر المفاوضات بأننا لسنا أهلاً للاعتداء وشن الحروب، بل أهل للمنطق والحوار”، مؤكداً “لن نعتدي على أي بلد، ولكننا سنتصدى بحزم لأي اعتداء ضد بلادنا”.
وأكد الرئيس الإيراني أن اقتدار القوات المسلحة والدعم الشعبي يدفعان المفاوضين الإيرانيين إلى الدفاع عن المصالح الوطنية بكل بسالة، فضلاً عن أن الجيش عمل بوصية الإمام الخميني ولم يتدخل بالسياسية إطلاقاً، برغم مواكبته ومعرفته القضايا السياسية”.
واعتبر روحاني أن الجيش والقوات المسلحة عامل استقرار، وقاعدة لثبات منطقة الشرق الأوسط التي تسودها الاضطرابات. وقال إنه “يتعين على دول الجوار معرفة أن قواتنا المسلحة تدعم استقرار المنطقة، وأنه صار بإمكان الدول التي تعمد إلى التحرك باستقلالية الاعتماد على قواتنا المسلحة”.
وأشارالرئيس الى تضحيات الجيش إبان الحرب المفروضة على إيران، قائلاً: “لقد دافع الجيش ببسالة وشرف وكرامة عن الوطن وقدمت وحداته التضحيات الجسام بجانب الحرس الثوري”، منوهاً إلى أن “الجيش قد حقق الاستقلالية والاكتفاء الذاتي في مجال التصنيع العسكري وبات يمتلك التقنيات الحديثة بهذا المجال فضلا عن كونه جيشاً مبدئياً وولائياً بامتياز”.
ولفت إلى أن “جيشنا ليس مثل بعض جيوش الدول التي تتدخل في الحراكات الشعبية والثورية التي تحدث فيها وتفرض نفسها وتفكر بالوصول إلى السلطة، حيث أننا وعلى عكس بعض دول المنطقة لم نشهد حكومة عسكرية ودائماً ما يتم تداول السلطة عبر الآليات والأعراف الديموقراطية”.
وأشار روحاني إلى أن إيران لم تعتد على أحد منذ مئتي عام، ولكن شعبها لطالما تصدى للاعتداءات بشجاعة، والقوات المسلحة لن تسمح لأي قوة عالمية بتنفيذ مخططاتها ضد البلاد. وأضاف أن “قواتنا المسلحة نبهت العدو في فترة الدفاع المقدس، بأن هذه الديار، ديار الأسود وأنها لن تسمح لأي قوة بتنفيذ أي مؤامرة ضد البلاد”.
وأعلن تسمية العام الإيراني الحالي (بدأ في 21 آذار الماضي) بـ”عام الثقافة والاقتصاد بعزم وطني وإدارة جهادية”، داعياً جميع أفراد الشعب والقوات المسلحة إلى منح فرصة لازمة للحكومة لترميم الاقتصاد وتحقيق التنمية الثقافية والاجتماعية.
من جهته، أكد قائد الجيش الإيراني اللواء عطاء الله صالحي أن القوات المسلحة الإيرانية “على أهبة الاستعداد للتصدي لأي تهديد يطال البلاد”، معرباً عن ثقته “بتحقيق النصر ضد العدو”.
وقال صالحي، على هامش مشاركته بالاستعراص العسكري أمس، “لقد شهدنا اليوم قدرات الجيش المصنعة من قبل المختصين والقوى المؤمنة والثورية في إيران”.
وأضاف أن “رسالتنا إلى الدول الصديقة هي أنه في حال الاعتماد على ذاتها سيكون لها اقتدار يماثل اقتدارنا، ولكن رسالتنا للأعداء الذين اختبروا قدراتنا إبان الحرب المفروضة على إيران هي أن ردنا سيكون واضحاً إزاء أي تهديد ونثق بتحقيق النصر”، مستطرداً أن “الأعداء لم يعد بمقدروهم اللجوء إلى لغة التهديد والوعيد ضد إيران”.
إلى ذلك، استعرضت القوات المسلحة الإيرانية أحدث المعدات والتجهيزات الجديدة لمختلف صنوف الجيش، إلى جانب قيام وحدات من القوات البرية والبحرية والجوية بالاستعراض من أمام منصة العرض الرئيسية.
ومن بين الإنجازات الجديدة التي تم عرضها لأول مرة، منظومة الرادار “آرش”، ومنظومة “بوش”، وقاعدة إطلاق طائرات من دون طيار “قادر”، وصاروخ “شلمجه”، ومنظومة المحاكاة “غفار”، وسلاح “اخكر”، ومدفع “محرم” من عيار 50 ميليمتراً.
وأقيم كذلك استعراض جوي شاركت فيه عشرات الطائرات والمروحيات، كما قام عشرات المظليين بالهبوط من ارتفاع آلاف الأقدام.
شاهد أيضاً
مع اية الله العظمى الامام الخامنئي والاحكام الشرعية من وجهة نظره
رؤية الهلال س833: كما تعلمون فإن وضع الهلال في آخر الشهر (أو أوّله) لا يخلو ...