ألقى آية الله الشيخ محسن الاراكي الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، كلمة في جمع من المعتكفين بمسجد الامام الحسن العسكري بمدينة قم المقدسة ، حاول من خلالها تسليط الضوء على منزلة الامامة و الولاية في الثقافة الدينية . و في معرض تسائله عن الدور الذي تضطلع به الامامة في تحديد الهوية الاجتماعية للمجتمع ، قال موضحاً : المجتمع الذي يتصف بالهوية و يتمتع بالقوة هو المجتمع الموحّد ، و أن القائد هو الذي يتحمل مسؤولية توحيد هذا المجتمع .
و أضاف سماحته : هؤلاء الذين يدعون مجتمعنا للتعددية ، أنهم يتوجهون بنصائحهم هذه الينا فقط ، أما مجتمعاتهم فأنها تفتقد لمثل هذه التعددية و التنوع ، حتى انه اذا ما حاولت أن يكون لك صوتاً مؤثراً في المجتمع الاوروبي و الاميركي ، فأنهم يمنعونك من ذلك .
و لفت آية الله الاراكي الى أن أي مجتمع يتوحّد من خلال أوامر و توجيهات القائد ، مضيفاً : وحدة المجتمع تترجم عملياً في كافة الاحوال السعيدة و الحزينة ، في ظل تمحور المجتمع بمرور الوقت حول أسوة و قدوة و شخصية انسانية تتحلى بدرجات رفيعة من التكامل و النظام المعرفي . فاذا كان وجود القائد مظهراً للقيم الخيرة ، سوف يسمو المجتمع في مدارج الكمال . و إذا کان وجود ه مظهراً و تجسيداً للقیم المنحطة ، فأن هذا المجتمع سوف یتجه لمنافاة المبادىء و القيم و مناهضتها. و هذا يعني ان مصير المجتمع رهن بشخصیة القائد و توجهاته .
و تابع سماحته : المجتمع الایماني و المسلم هو المجتمع الذي يستجيب لأمر الله تعالى ، و يقتدي في اقتصاده و سياسته و ثقافته و حبه و بغضه و افراحه و اتراحه ، بالنهج الالهي .
وأوضح آية الله الاراكي : في الوقت الذي تعتبرالثقافة التوحيدية للتشيعة ،الثقافة التوحيدية الافضل و الأدق في العالم ، فأن البعض يتهمنا بالشرك ، و قد اشاعوا ذلك بنحو أن بعض دول العالم تمنع التشيع لإتهامه بالشرك .
و أشار الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : ثمة روايات متواترة عن الرسول الاكرم (ص) تزخر بها المصادر الموثوقة للسنة و الشيعة ، تعتبر الامام علي (عليه السلام ) معيار الهوية الاسلامية للمجتمع .
و خلص سماحته للقول: أننا نفخر كوننا علويون ، و لكن ينبغي أن لا نتصرف بنحو يسيء الى علي عليه السلام . لابد لنا من الحفاظ على هويتنا العلوية و صيانتها مما يسيء لها .