الرئيسية / من / طرائف الحكم / انتظام السنتين القمرية والشمسية

انتظام السنتين القمرية والشمسية

تبلغ الدورة القمرية الواحدة 28 يوماً، ويبلغ عدد أيام السنة القمرية 356 يوماً على التمام، بينما تبلغ السنة الشمسية 365 يوماً وربع اليوم في دورة تامة على اثني عشر شهراً على التمام.

 

 

فيا أهل السبعين، هل شعر أحدكم في ماضي عمره بأدنى تغيير في هذا الحساب؟ بل وتتعاقب الفصول الأربعة للسنة (الربيع، الصيف، الخريف، الشتاء) في نظام محدد فهل صادف أن شوهد الربيع يسبق الشتاء؟ أو ان يأتي معقبّاً للصيف؟

 

 

حركة المنظومة الشمسية باتجاه النجم (النسر الواقع):

ولعله من الباعث على الدهشة ما تمّ كشفه في هذا العصر من أن الشمس ومنظومتها تتحرك بسرعة مذهلة نحو نجم يقع في كبد السماء يسمى النجم فيغا (أو النسر الواقع). فالشمس كرة هائلة ملتهبة يبلغ حجمها مليون وثلاثمائة ألف ضعف من حجم الكرة الأرضية التي نسكنها، فعلى سبيل المثال التحقيقي الذي أورده العماء يقال إنه لو افترضنا حجم الارض بحجم (الأجّاصة) فأن حجم الشمس سيكون بقدر كرة قطرها مائتي متر، ولكن الشمس تبدو للرائي صغيرة بسبب المسافة الشاسعة التي تفصل بينها وبين أرضنا والتي تقدّر بـ 90 مليون ميل.

 

 

وعن حركة المشمس فهي تجري ضمن مدار محدد ومعروف يقدّر بعشرين مليون كيلومتراً في الثانية الواحدة من حيث سرعة الحركة، أي انها تطوي بسرعتها في الدقيقة الواحدة ألفاً ومائتي مليون كيلومتراً مع منظومتها التي تصحبها برفقتها وهي (الارض، عطارد، المرّيخ، المشتري، زحل، الزهرة، اورانوس، نبتون، بلوتو) بأتجاه النجم فيغا، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الأمر في قوله تعالى (والشمس تجري لمستقر لها) (سورة يس، الآية:

 

38)[1][3]. ومن كل ما سبق نخلص إلى أن الله تعالى خلق بقدرته القاهرة الشمس، ثم جعل لها فلكاً تسبح فيه، فأنظر إلى عظمة الله وقدرته التي لا يعجزها شيء وقد شهدت له بها إحدى مخلوقاته التي لا تحصى، هذه الشمس بحجمها الهائل وبحركتها المذهلة في مدار منتظم لا تزيد على العشرين مليون كيلومتر في الثانية ولا تنقص عنه شيئاً.

[1][3] ويمكن الرجوع إلى ما ذكره السيد المؤلف(رض) حول هذا الموضوع في كتابه الموسوم (قلب القرآن) المتضمن لتفسير سورة يس لمن أراد المزيد.