الرئيسية / تقاريـــر / انفجار الكرادة بين الاستدلال والاستنتاج – د. طالب محمد كريم

انفجار الكرادة بين الاستدلال والاستنتاج – د. طالب محمد كريم

يعتبر انفجار الكرادة الاعنف والأشد منذ انفجارات الصدرية من سنة ٢٠٠٦/ والذي ذهب ضحيته آنذاك مئات من الشهداء والجرحى والمفقودين . وما يستوقفنا اليوم أمام العمل الإرهابي الاخير ، هي نوعية الانفجار ،
حتى بادت التحليلات تظهر للعلن بشكل متقطع ومتعجل، فمنهم من يرى قد استخدم مادة c4 في التفجير والبعض الآخر يذهب الى ان العملية لا تبتعد عن استخدام الغاز السائل، واخرين يَرَوْن ان العملية مدبرة بشكل محكم في زرع قنابل حارقة داخل البنايات .
وبين كل هذه التحليلات وغيرها من الآراء التي لم تعلن عنها لحد الآن ، اذ تنتظر تحليل جميع المعلومات للوصول الى كشف حقيقة الموضوع .
أودّ الإشارة الى معلومة قد طمرت بسبب السكوت والتجهيل وعدم الإفصاح عنها ، أي هل بالإمكان ان نبتعد قليلا الى بعض المعلومات السابقة والمحفوظة في الذاكرة ،ان يكون للانفجار علاقة قريبة بسرقة المواد المشعة ،عالية الخطورة، التي اختفت من منشأة تخزين قرب مدينة البصرة، منذ السنة الماضية،هذه المنشأة التي كانت تابعة لشركة ويذرفورد الامريكية لخدمات الحقول النفطية.
نتذكر جيدا عندما خرج المتحدث باسم وزارة البيئة العراقية حينها قائلا : (انه لا يستطيع مناقشة الامر بسبب مخاوف تتعلق بالامن القومي ). ورفض كذلك متحدث باسم شركة ويذرفورد في العراق التعليق ولم يرد مقر الشركة الرئيسي في هيوستون بالولايات المتحدة على طلبات متكررة للتعليق.
واكد ذلك سبعة مسؤولين أمنيين ومحليين وعبروا عن مخاوفهم من إمكانية استخدامها كسلاح اذا وقعت في أيدي تنظيم داعش .
وحيث أشار مسؤول أمني كبير على درايته بالسرقة وطلب عدم الكشف عن اسمه ،قائلا :هم يستطيعون بسهولة ( إشارة الى تنظيم داعش ) ربطه مع متفجرات وصنع قنبلة ذرية.
وكشف الدكتور شكري الحسن التدريسي في جامعة البصرة والمختص بالتلوث البيئي ان المادة المسروقة يعادل مفاعل ذري صغير الحجم ، ولو بثت الإشعاعات منه في أماكن مغلقة او حتى في الهواء الطلق ، فان هذا قد يسبب الاذى لشريحة كبيرة من المواطنين. ووفقا للوثيقة وتأكيدات المسؤلين فان المواد مملوكة لشركة ( إس. جي. إس تركيا) ومقرها اسطنبول. وايضا رفض مسؤول الشركة التركية في العراق التعليق وأحال رويتزر لمقر الشركة الرئيسي في تركيا الذي لم يرد على اتصالات هاتفية .
وفي واشنطن قال مسؤول أمريكي ان الولايات المتحدة على علم بان العراق ابلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بسرقة نوع خاص من نوع يحتوي على مادة الايريديوم 192 . واعلنت براءتها من المسؤولية القانونية لان الموضوع لم يكن تحت مسؤليتها بزعمهم.
للعلم ان الايريديوم 192: اطلق عليه اسم الايريديوم اشتقاقا من الكلمة اليونانية ايريدوس ( iridos ) وتعني : ملون بألوان قوس قزح . وهو عنصر من المعادن البلاتينية ، ابيض، يشبه البلاتينيوم ، مع صفرة طفيفة بسبب صلابته ، هش ذو درجة انصهار عالية جدا، أكبر بتسع مرات من جميع المعادن الاخرى.
سؤالنا الذي نختم به: هل ممكن اعادة الحدث وتكراره في مناطق جديدة ؟ اعتقد إذا لم تراجع المؤسسات الأمنية مشاريعها الأمنية وخططها الاستباقية ،سيتكر المشهد المأساوي .

شاهد أيضاً

موسوعة الأحاديث الطبية – محمد الريشهري

المدخل الحمد لله رب العالمين وصلى الله على عبده المصطفى محمد خاتم النبيين وعلى أهل ...