الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / الشهيد العلامة عارف حسين الحسيني – سيد ذيشان حيدر

الشهيد العلامة عارف حسين الحسيني – سيد ذيشان حيدر

قائد بمعنى الكلمة هناك مواصفات بارزة لو تحلى بها الانسان فيمكن ان يقود المجتمع نحو الوعي والهدى وهي الشجاعة والاستقامة والتضحية والبصيرة.

 

والمتحلي بها هو القائد بمعنى الكلمة اذ القيادة ليست منصبا كاحدى المناصب الاعتبارية بحيث لو ادعى احد القيادة لنفسه او اختاره شرذمة قليلة من الناس كقائد فيصير قائدا بل القيادة لها واقعية و حقيقة و هي تخلق القائد بكل ما تخلق به الانبياء والائمة او على الاقل ان يحذو حذوهم و يسير على ما ساروا عليه.

 

وهذا لا يتيسر الا لمن اخلص لله، اذ اتباعهم يستدعي ترك ما تركوه و أخذ ما أخذوا به فمعناه كراهة ما تميل اليه النفس و رضاء ما يرضى به الله.

 

بالامس كانت ذكرى شهادة العلامة عارف حسين الحسيني قدس سره الذي يعد من احد نوابغ الارض الطاهرة( باكستان). هو الذي سماه الامام الخميني الابن الصادق للامام حسين ع و في حين استشهد العلامة بيد التكفيريين( اشر المخلوقات على الارض).

 

قدم الامام الخميني قدس سره التعزيه الى الشعب الباكستاني مؤكدا على احياء افكاره القيمة و اتباع تعليماته. والامام لم يكتفي بذلك بل اظهر عمق حزنه قائلا انني فقدت أحد أعز ابنائي كما أفاد سابقا عند استشهاد الشهيد مطهري قدس سره.

 

وهنا ما عليكم الا ان تتصوروا منزلة الشهيد العلامة الحسيني عند الامام الخميني حيث ساواه مع الشهيد المطهري والسر في ذلك ان كلا منهما قدم الاسلام الأصيل لشعبه و رد الشبهات المطروحة تجاه نظام ولاية الفقيه، ولم يعرقله في سبيل ذلك اي شيء من العراقيل الموضوعة من قبل الاستعمار حتى العدو لم ينجح ثنيه عن هذا الطريق لا بالترغيب ولا بالترهيب. فهناك عدة مشتركات كانت تجمعهما فكل منهما كالشائكة في عين العدو فلم يتحمل وجوده واخيرا اطلق عليهما الرصاص ما أدى الى استشهادهما.

 

كما كان كل منهما مستمسكا بخط ولاية الفقيه بشدة حتى لم يقبل أي منهما التراجع عما كان عليه الى ان رحلا عن عالمنا.

 

وعندما انفجرت الثورة الاسلامية في ايران اقتبس الشهيد العلامة الحسيني من شعاعها فاشعلها في باكستان وبذل جهودا مضنية و عانى ما عانى من المشقة لايصالها الى كل مناطق باكستان.

 

فبداية دعا شعبه الى الوحدة ونزع الفرقة فيما بينهم كما أصر على توعيتهم و ايقاظهم وتولى زمام حزب انفاذ الفقه الجعفري في باكستان الذي كان يترأسه قبله المفتي جعفر حسين قدس سره أما بعد وفاته اختاره الشعب قائدا لانفسهم و قبل ذلك رغم انفه.

 

و في احدى خطاباته بين السبب لقبول قيادته قائلا لم ارث القيادة كما لم يودعني الله هذه الأمانة لاكون مسلطا عليكم و ان تقبلوا كل ما اقول بل هذه الامانة انتم اودعتموني اياها فلو لم استطع حل مشاكلكم فامسكوني من عنقي وقولوا ارحل عنا.

 

فهذا يدل على اخلاصه لله بأنه كان قائدا بمعنى الكلمة ولو عاش بضعة أعوام أخرى لكان شعب باكستان بكل طوائفه شيعة و سنة وغير ذلك من الفرق غير ما كان اليوم.

 

فبجهوده و مساعيه كان السنة والشيعة يتقاربان فيما بينهم و هم اغلبية سكان باكستان ولكن اليد التكفيرية السلفية لم تمهله باكمال ما قصده و نواه. و اخيرا استشهد في 5 اغسطس 1988 م فخلف شعبه باكيا عليه والعبرة تخنقهم.

 

فكان اتم مصداق لما قاله امامنا علي ع “خالطوا الناس مخالطة ان متم معها بكوا عليكم و ان عشتم حنوا اليكم.

 

فهذا الوصف لا يتمتع به كل أحد الا اذا تخلق باخلاق كريمة والى بعضها أشار الشاعر عندما قال واغفر عوراء الكريم ادخاره………

و أعرض عن شتم اللئيم تكرما فالشهيد الحسيني كان شخصية منفردة والى اليوم الشعب يتمنى بديله ولكن هناك سنة الهية ان النعمة اذا لا تقدر تسلب ولا تعطى مجددا الا لمن يقدرها………

 

1

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...