إنجازات عظيمة على صعيد الصناعات الفضائية بعد 13 عاماً من الجهود المضنية أهمها إطلاق أربعة أقمار صناعية وثمانية صواريخ فضائية وإرسال كائنات حية إلى الفضاء.
نشرت وكالة تسنيم الدولية للأنباء معلومات لم يتم نشرها سابقاً في وسائل الإعلام ضمن ثمانية تقارير اختصاصية حول التطور النوعي في التقنية الفضائية في شتى المجالات وبما فيها صناعة أول مكوك إيراني مأهول ونشرت بعض الصور والمعلومات حول ميزات هذا المكوك المأهول والتصميم النهائي له وصاروخ الدفع الملحق به وبعض التفاصيل الأخرى التي يتم نشرها سابقاً وبما فيها استقرار رواد الفضاء على ارتفاع 175 كم من سطح الأرض، وأجرت لقاءات خاصة مع أبرز الخبراء المحليين في الصناعات الفضائية حول التطور التقني للجمهورية الإسلامية على هذا الصعيد.
وقد تمكن الباحثون في مركز أبحاث المنظومات الفضائية في الجمهورية الإسلامية من تحقيق نجاحات باهرة خلال فترة قصيرة نسبياً لا تتجاوز العشر سنوات وبما في ذلك إرسال كائن حي إلى الفضاء وعودته سالماً إلى سطح الأرض وكذلك عودة الصواريخ الفضائية سالمة بعد إرسالها إلى الفضاء الأمر الذي حفزهم على المبادرة إلى صناعة مركبة فضائية مأهولة، وذلك بعد دراسات وبحوث مضنية دامت عدة سنوات.
هذا التقرير هو التاسع والأخير وسوف نسلط الضوء على أهم الإنجازات التي تمكن الخبراء الإيرانيون من تحقيقها طوال ثلاثة عشر عاماً فمنذ عام 2002 م تم تأسيس أول فريق عمل فضائي من الخبراء المحليين، ولكن النشاطات الفضائية في الحقيقة تعود إلى ما قبل ذلك العام لكنها لم تكن على نطاق واسع، ففي هذه المرحلة بادر الباحثون المختصون بإجراء بحوث وتحقيقات تخصصية تمحورت حول إنتاج أقمار صناعية وصواريخ فضائية، واليوم وبعد مضي ثلاثة عشر عاماً ونيف تمكنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية من طرح نفسها كبلد متطور على صعيد التقنية الفضائية لتحتل المرتبة الثامنة عالمياً في مجال صناعة الأقمار الصناعية وإطلاقها إلى الفضاء، حيث تمكنت من التوغل في الفضاء بجهود أبنائها ودون الاتكاء على الخبرات الأجنبية.
وهذا الجدول يوضح بعض جوانب هذا التطور الملحوظ على صعيد الأقمار الصناعية:
اسم القمر الصناعي الوزن الصاروخ الحامل المهمة سنة الإطلاق الميزات
اميد 27kg سفير اميد اختبارية 2008 م هذا القمر الصناعي يدور حول الأرض 15 مرة في كل 24 ساعة ويرسل تقاريره إلى المحطات الأرضية في الجمهورية الإسلامية.
رصد 15,3kg سفير 1 – بي اختبارية 2011 م “رصد” أول قمر صناعي إيراني فيه تقنية الشحن الكهربائي الذاتي، حيث يكتسب طاقته من الشمس عن طريق الخلايا الخاصة التي نصبت حوله والتي تؤمن الطاقة لبطاريته.
نويد 50kg سفير 1 – بي تصوير 2011 م هذا القمر المتطور له القابلية على التقاط صور للأرض بوضوح 750 م كما فيه خلايا لتخزين الطاقة الشمسية لبطاريته.
فجر 60kg سفير فجر (سفير1-بي) تصوير 2014 م هذا القمر الصناعي متطور للغاية على صعيد التقاط الصور الفائقة الدقة وإرسالها إلى المحطات الأرضية.
وأما الصواريخ الفضائية فقد مضى عقد من الزمن على إطلاقها إلى الفضاء وأولها هو الصاروخ الذي أطلق لأجل إجراء تجارب فضائية وقد تم تصميمه في معهد البحوث العلمية للمنظومات الفضائية، وقد حقق هذا المركز نجاحات باهرة على هذا الصعيد وبما في ذلك إرسال كائنات حية بعد تصنيع كبسولات خاصة لحمل رواد الفضاء وبإشراف مباشر من قبل الإدارة العامة للمنظمة الفضائية الإيرانية، وفي الوقت الراهن تقوم بتصنيع منظومات فضائية عديدة لإرسال رواد فضاء إلى خارج الغلاف الجوي، حيث يعمل الباحثون فيها ضمن أربعة فرق عمل أساسية تتولى المهام التالية: إدارة منظومات الرحلات الفضائية، تصميم المراكب الفضائية، العلوم الفضائية، الحياة على الفضاء. أهم النشاطات التي تقوم بها فرق العمل هذه تتمحور بطبيعة الحال على وضع برامج دقيقة لإرسال رواد فضاء إلى خارج الغلاف الجوي، وقد تم لحد الآن اختبار ثمانية صواريخ فضائية منذ عام 2006 م حتى 2013 م، والجدول التالي فيه تفاصيل هذه الصواريخ المتطورة:
الاسم الارتفاع عن سطح الأرض سنة الإطلاق المهمة الطراز
كاوشگر 1 10كم 2006 م بحوث علمية A
كاوشگر 2 40 إلى 55 كم 2008 م بحوث علمية B
كاوشگر 3 40 إلى 55 كم 2009 م إرسال كائن حي من إيران إلى الفضاء (فأر، سلحفاة، ديدان) B
كاوشگر 4 135 كم 2010 م بحوث علمية C
كاوشگر 5 120 كم 2011 م بحوث علمية C
كاوشگر 6 120 كم 2012 م بحوث علمية C
كاوشگر پيشگام 120 كم 2012 م إرسال كائن حي إلى الفضاء (قرد) C
كاوشگر پژوهش 120 كم 2013 م إرسال كائن حي إلى الفضاء (قرد) D
هذه الصواريخ الفضائية المتطورة التي تم تصنيعها بجهود محلية لها ميزات عديدة وفريدة من نوعها على صعيد تصميمها الهندسي والارتفاع الذي تستقر فيه والمهمة التي تنجزها، وعلى هذا الأساس تم تصنيفها إلى صواريخ من طراز “D – C – B – A” وأفضلها هو الصاروخ من طراز “D” والذي أطلق عليه “كاوشگر پژوهش” أي صاروخ البحوث العلمية والذي تم إنتاجه كسائر الصوارخ بجهود محلية وخبرة إيرانية فذة، حيث حمل كائناً حياً (قرد) أطلق عليه اسم (فرگام) كثاني قرد يرسل إلى الفضاء ويعود حياً إلى الكرة الأرضية بعد 15 دقيقةً، وقد أرسل نحو الفضاء بواسطة صاروخ يعمل بالغاز السائل من قاعدة مدينة سمنان.
كما أن صاروخ “پيشگام” أي الرائد قد حمل أول قرد إلى الفضاء وقد أطلق عليه أيضاً اسم “پيشگام” وهو الآخر عاد حياً إلى الكرة الأرضية.
من المؤكد أن التقنية الفضائية خلال السنوات الماضية شهدت تطوراً واسعاً في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولا مجال لتسليط الضوء على كل جوانبها، حيث ذكرنا شيئاً من ذلك في التقارير الثمانية الماضية، ولكن خلاصة هذه النتاجات العظيمة 8 صواريخ فضائية حملت ثلاثة منها كائنات حية كلها عادت سالمة إلى الكرة الأرضية.
لقد استطاعت ايران تحقيق هذه الإنجازات بجهود محلية وبلغت أرقى مراتب التقنية الفضائية ببركة خبرات أبنائها خلال مدة قياسية.