تحت طائلة (العيب في الذات الإلهية) ألقت السلطات الأردنية القبض على الصحفي ناهض حتر، بسبب نشره رسما كارتونيا يسخر من التصورات الداعشية التجسيدية للذات الإلهية ولعالم الغيب حيث يجزم هؤلاء القتلة السفاحين أن جرائم الإبادة الجماعية التي يمارسونها هي الطريق الوحيد المضمون لدخول الجنة والفوز بالنعيم الأبدي المقيم!!.
مرة أخرى تؤكد ملاحقة ناهض حتر أن الخلاف بين كثير من النظم العربية والجماعات الداعشية لا يتعلق بجوهر التصورات التي تقوم عليها هذه المنظومة بل على حدود استخدامها للعنف والإجرام وتجاوزها (أي داعش) للوظيفة المنوطة بها من قبل دوائر العهر والإجرام الدولي.
الجريمة الداعشية جريمة مركبة تفوق ما أقدم عليه الأولون الذين رسموا في كتبهم بالكلمات والروايات الملفقة صورة غريبة وشاذة للذات الإلهية القدسية تضحك ولها خمس أصابع وتكشف عن ساقها يوم القيمة، كما أنها تسمع بسمع وتتحدث بصوت وتشبه القمر ليلة التمام وكم في الكتب من مخازي يندى لها جبين العقلاء!!.
تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا!!.
لا يختلف هؤلاء عمن وصفهم القرآن الكريم (وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)، الأعراف 28.
أن يسند هؤلاء الأوباش جرائمهم ومخازيهم وأفعالهم المنحطة للأوامر الإلهية فهذا قمة الازدراء والتحقير للذات العلوية المقدسة، حيث رد عليهم سبحانه (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ * فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) الأعراف 29-30.
من أين جاء هؤلاء الأوباش بيقين واهٍ أنهم إلى الجنة ذاهبون وبالحور العين مستمتعون مكافأة لهم على تفجيرهم آلاف الأبرياء وهدم بيوتهم؟!.
(أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)؟!.
الجرائم التي يرتكبها داعش باسم الله، الذي لا يمكن قطعا أن يكون ذات الإله الذي نؤمن به تندرج قطعا في إطار جرائم الإبادة الجماعية كتلك المجزرة النكراء التي ارتكبت في كرادة بغداد وهو ما عبرت عنه الآية الكريمة (إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ).
أليس هذا هو ازدراء الذات الإلهية التي أمرت بالعدل والإحسان ونهت عن الفحشاء والمنكر والبغي؟!.
أليس هذا ازدراء (للرحمن الرحيم) الذي وسعت رحمته كل شيء والذي سبقت رحمته غضبه وانتقامه وسخطه؟!.
يلاحقون من يفضح تصورات وأوهام الشيطان الداعشي ويباركون أفعالهم وجرائمهم.. ألا لعنة الله على الظالمين.